ياسمين العقيدات

أكد عبدالإله بلعتيق الأمين العام للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية أن البنوك الإسلامية في البحرين تتمتع بمرونة عالية، وهذا يرجع الى تاريخ البحرين البارز في القطاع المصرفي، بالإضافة الى حكمة ونجاح مصرف البحرين المركزي، الذي أطلق عدة مبادرات وخصوصا في التقنيات الرقمية، والرقابة المتقدمة، مبينا أنه خلال 10 السنوات المقبلة ستتخذ البنوك خط cash less أي اقتصاد بدون عملات نقدية.



وقال بلعتيق على هامش ندوة "التصنيف الائتماني: منهجية التصنيف الائتماني للبنوك الإسلامية والصكوك" والتي اطلقها المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية في المنامة، ان استراتيجية البنوك في الأربع السنوات المقبلة، ستركز على إدخال الذكاء الاصطناعي في خدماتها بعد ما بدأ بنك التمويل الكويتي بتدشين خدمة "جزيل" والمتمثلة بعمل بنك متكامل إلكتروني.

وأشار إلى أن من أهم التحديات التي تواجه البنوك الإسلامية، هي مواجهة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال، بالإضافة إلى استعمال الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي لمنافسة الشركات العملاقة والتي أصبحت تدخل بمختلف القطاعات مثل "قوقل وفيس بوك وشركة ابل" التي أصدرت في الأسابيع الماضية بطاقات ائتمانية تتحدى بها القطاع المصرفي.



وأكد أن جهود مصرف البحرين المركزي، الذي دشن تطبيقات للهواتف الذكية لتقديم خدمات "فوري وفوري بلس"، جعلت من مملكة البحرين من أولى الدول التي ساهمت في إيجاد الحلول المبتكرة في تحويل المبالغ في كل مكان وبكل زمان وبشكل آني.



وأشار إلى أن استخدام العملات النقدية أصبح أقل من السابق، وذلك بفضل البطاقات البنكية والتطبيقات الذكية التي يمكن الدفع من خلالها، حيث إن هناك بعض الدول الاوربية يشكل استخدام العملات النقدية فيها 1% من اجمالي الناتج المحلي (GDP).



وأشار بلعتيق إلى توجه دول الخليج العربية خلال العشر السنوات الأخيرة لدمج البنوك المصرفية مع البنوك التقليدية من اجل المنافسة وخلق قاعدة ماليه قوية، مؤكداً أن هذا الدمج أصبح ضرورة ملحة في ظل التغيرات الاقتصادية والتقنية الحديثة.

وأضاف أن الجمعية العمومية للبنوك سوف تصدر في 13 مايو المقبل نتائج الاستبيان العالمي للمصارف الإسلامية العالمية والتي تظهر دراية تلك البنوك بإمكانياتها والتحديات التي سوف تواجه القطاع المصرفي مستقبلا مما يجعلها مرنه وسهلة التأقلم مع آخر المستجدات الاقتصادية والتقنية، موضحاً أن الاستبيان يبين أيضاً أن القطاع المصرفي في مملكة البحرين سيجعلها في المصاف الأولى في المنطقة.



وقد أطلق المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية المظلة الرسمية للمؤسسات المالية الإسلامية صباح اليوم الندوة بالتعاون مع وكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني تحت رعاية مصرف البحرين المركزي بمشاركة من جمعية المصارف البحرينية (BAB).

وقال بلعتيق في كلمة افتتاحية: "يسر المجلس العام أن يتعاون مجدداً مع وكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني بتقديم النسخة الثانية من الندوة في مملكة البحرين، لتقديم كل ما هو جديد حول التصنيف الائتماني بصفة عامة والمنهجية المتبعة للبنوك الإسلامية والصكوك بصفة خاصة. كما أود أن أعبر عن خالص شكري لمصرف البحرين المركزي على الدعم المستمر الذي عهدناه دوماً منهم، ولجميع الحضور من البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية الأعضاء وأصحاب المصالح، والهيئات التنظيمية والإشرافية من مختلف الدول الذين انضموا إلينا في الندوة وفي بلدهم الثاني مملكة البحرين".



وشهدت الندوة حضور مشاركين من البحرين والسودان والسعودية والكويت والعراق ومصر وتركيا وماليزيا وايطاليا والمغرب على مدى يومين للمشاركة بنقاشات فعالة وعميقة مع المدراء التنفيذيين لوكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني بحضور عدد من كبار المتحدثين وخبراء القطاع المالي.

وخلال اليوم الأول تم تسليط الضوء على منهجية التصنيف السيادي تبعتها جلسة نقاشية خاصة بعنوان: "النظرة السيادية: اتجاهات الأسواق الناشئة وأثرها على المؤسسات المالية الإسلامية"، وقد أدار الجلسة السيد تريفور كولينان، مدير التقييم السيادي، في وكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني بوجود نخبة متنوعة من المتحدثين : الدكتور جارمو كوتيلين، كبير الاقتصاديين، في مجلس التنمية الاقتصادية، والسيد اجلال أحمد ألفي، الرئيس التنفيذي، للسوق المالية الإسلامية الدولية، والدكتور محمد داماك، المدير الدولي للتمويل الإسلامي، في وكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني.



يشار إلى أن الندوة أقيمت استكمالاً لنجاح الندوة الأولى في عام 2017، بتعاون مع وكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني للمرة الثانية في مملكة البحرين، حيث تهدف الندوة إلى تقديم تجربة علمية فعالة للمشاركين وتزويدهم بالمعرفة حول استراتيجيات التصنيف الائتماني بشكل عام للوصول للتصنيف النهائي.