أن تقوم مملكة البحرين بعمل يسيء إلى الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية فهذا من المستحيلات، لهذا عمد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية إلى نشر ثلاث تغريدات متتابعة في حسابه على «تويتر» ذكر فيها أن «موقف مملكة البحرين الرسمي والشعبي كان ولايزال يناصر الشعب الفلسطيني الشقيق في استعادة حقوقه المشروعة في أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى دعم اقتصاد الشعب الفلسطيني في كل موجب دولي وثنائي»، وأكد أن استضافة المملكة للقاء «ورشة السلام من أجل الازدهار» ليس إلا «استمراراً لنهج المملكة المتواصل والداعم لتمكين الشعب الفلسطيني من النهوض بقدراته وتعزيز موارده لتحقيق تطلعاته المشروعة» وأنه «ليس هناك هدف آخر من الاستضافة» وزاد أنه «ليس لدينا إلا كل التقدير والاحترام للقيادة الفلسطينية ومواقفها الثابتة لصيانة حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته المشروعة».. «ولن نزايد عليهم أو ننتقص منهم في نهجهم السلمي الشريف.. وإنا على العهد باقون».

هذا يعني أنه لا يوجد ما يؤثر سلباً على القضية الفلسطينية أو ينتقص من الشعب الفلسطيني وأن الورشة التي ستستضيفها البحرين تصب في صالح هذا الشعب وهذه القضية وأنه لوكان هناك ما يضر بهما لما وافقت البحرين على استضافتها.

لا يمكن للبحرين أن تسيء للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، فالبحرين حكاماً وحكومة وشعباً يؤمنون بأن هذه القضية هي قضية العرب والمسلمين الأولى وتعمل مملكة البحرين دائماً على الانتصار لها ودعم الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن تغير من هذا الموقف. عليه فإن كل ما قيل ولايزال يقال من كلام ناقص عن بدء البحرين الخطوة الأولى من ما يسمي بـ»صفقة القرن» بغية تصفية القضية الفلسطينية يدخل في الهراء، لأنه ببساطة ليس إلا هراء.

ما حدث باختصار هو أن البعض الذي يبحث عن كل ما يعتقد أنه يمكن أن يفتح له باباً يعينه على الإساءة للبحرين اعتبر الإعلان عن عقد الورشة فيها مساعدة من البحرين لإسرائيل وعملاً ضد الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، ولأن هذا البعض على غير اطلاع على الغاية من عقد الورشة وأهميتها للشعب الفلسطيني سارع إلى الترويج لذلك الكلام الناقص واعتبر الخبر فرصة للإساءة إلى البحرين وحرص على عدم تفويتها.

لا ازدواجية في موقف البحرين من الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، البحرين مع فلسطين قلباً وقالباً، وقادتها وحكومتها وشعبها ظلوا يعملون على الانتصار لفلسطين، ولولا أنهم وجدوا في ورشة السلام فرصة لدعم الموقف الفلسطيني والارتقاء بحياة الشعب الفلسطيني لما وافقوا على عقدها في البحرين.

مشكلتنا ليست فقط مع ذلك البعض الذي من طبيعته التشكيك في كل خطوة وكل عمل تقوم به البحرين ولكنها مع العرب إجمالاً، فقد تعود العرب على تضييع الفرص ثم التأسف على ضياعها وتعودوا على اتخاذ موقف سالب من كل عمل يكون الإسرائيليون جزءاً منه، رغم أنه من الطبيعي أن يكونوا جزءاً منه، إذ كيف يمكن حل القضية الفلسطينية من دون الإسرائيليين؟ وكيف يمكن الارتقاء بحياة الفلسطينيين من دون تدارس ومناقشة سبل تحقيق ذلك؟

ترك الحال على ما هو عليه خطأ كبير ينبغي عدم الوقوع فيه من جديد، فالخاسر من ذلك ومن رفع الشعارات العاطفية هم الفلسطينيون الذين من حقهم أن يعيشوا كما يعيش الآخرون، ومن غير المنطقي أن تبقى القضية الفلسطينية من دون حل، ومن غير المنطقي أن تحل من دون عقد ورش للسلام ومن دون مشاركة كل ذوي العلاقة.

حان الوقت للابتعاد عن الشعارات العاطفية والمواقف السالبة والكلام الناقص ومساعدة الفلسطينيين على الخروج مما هم فيه.