فضائية «الجزيرة مباشر» التي تعمل مع بقية قنوات «الجزيرة» القطرية ليلاً ونهاراً وفي كل الظروف والأحوال ضد مصر ورئيسها وجهت سؤالاً على الهواء مباشرة إلى ابن محمد مرسي الذي كان يتحدث عبر الهاتف عن ظروف وفاة ودفن والده عما إذا كان قد لاحظ هو أو إخوانه أي آثار في جثته أثناء تغسيله وتكفينه تدل على تعرضه للتعذيب فقال إن جسده كان سليماً ولم يكن به سوى آثار كدمة في الكتف أكد أخوه الطبيب أنها نتيجة سقوطه على الأرض في المحكمة. مؤكداً بذلك عدة أمور أبرزها أن رواية الحكومة المصرية عن وفاة مرسي في المحكمة صحيحة وأنه ليس صحيحاً أبداً ما تناقله البعض من أنه توفي في السجن وتم نقله بعد ذلك إلى المحكمة للقول إنه توفي أثناء جلسة المحاكمة، ومؤكداً أيضاً أن مرسي لم يمت نتيجة التعذيب وأن جسده يشهد بأنه لم يتعرض إلى أي اعتداء.. ومؤكداً كذلك أن كل ما رواه الآخرون عن ظروف وفاة والده لم يكن صحيحاً وإنه نتاج خيال واسع ومحاولة للإساءة إلى مصر وحكومتها.

بناء على ما قاله ابن مرسي لتلك الفضائية التي تجتهد مع «أخواتها» في البحث عن كل صغيرة تؤذي بها مصر يتأكد بأن المنية أنشبت أظفارها بالمتوفى في قاعة المحكمة وأنه سقط على الأرض وأسلم الروح لبارئها وأن كل كلام غير هذا قيل في الذي حدث هو من تأليف مريدي السوء الذين تبين أنهم كانوا يريدون الانطلاق من هذا الحدث واستغلاله للإساءة إلى مصر وبدء التحرك من جديد أملاً في عودة أيام لا يمكن أن تعود.. مهما فعلت قطر وتركيا وحماس، وأياً كان مقدار حماس الإخوان المسلمين وحجمهم في غزة وقطر وتركيا!

وفاة مرسي وفرت مثالاً عملياً على طريقة عمل أولئك، ومثالاً على صدق ما تسوقه الحكومة المصرية من قصص وأخبار، لهذا فشلت محاولة «الإخوان» في الترويج لقصص يلفظها العقل وفشل مريدو السوء جميعاً في استغلال «أمر الله» للعمل ضد مصر في وقت يشهد العالم فيه انطلاقها بقوة نحو استعادة دورها وجعل المواطن المصري يعيش كما ينبغي له أن يعيش ليعود عطاؤه وإسهامه في الحضارة الإنسانية.

فضائيات «الإخوان» وتوابعها الممولة من قطر وتركيا فعلت الكثير بغية لي يد الحقيقة وحرفها وإشاعة أن مصر الجديدة عملت على التخلص من مرسي لأنه كان بالنسبة لها وجع وسبب لتأليب العامة ضدها وأنها كانت قلقة طالما ظل هو على قيد الحياة، بينما يمكنها أن تفعل ما تريد لو أنه غاب عن هذه الحياة!

قصة وفاة محمد مرسي فضحت «الإخوان» وبينت كيف أنهم عمدوا إلى استغلالها بغية الإساءة إلى مصر وحامل رايتها على وجه الخصوص لكنهم فشلوا بسبب صدق الرواية المصرية وبسبب احترام مصر لمشهد الوفاة، فللموت عند أهل الأصول حرمة، وهذا هو سبب عدم قيام المسؤولين المصريين بالرد على ما قيل وأشيع.

لكن هذا لا يعني أن «الإخوان» سيتوقفون بعد تأكيد ابن مرسي أنهم لم يكونوا صادقين وأنهم عمدوا إلى نشر قصص لا أساس لها في الواقع، والأكيد أنهم لن يعدموا الوسيلة للإساءة لمصر، ولن تتوقف فضائياتهم عن ذلك وستظل تعمل إلى جانب كل وسيلة إعلام واتصال وستسعى للاستفادة من كل دولة تتخذ من مصر موقفاً سالباً وخصوصاً إيران للانتقام ولاعتبار يوم وفاة مرسي بداية التحرك المأمول.

يكفي الموضوعيون وأهل الحق أنهم عرفوا أن ما قالته الجهات المعنية في مصر عن ظروف وفاة محمد مرسي كان صحيحاً ودقيقاً، وهذا يعني أنهم لن يجدوا صعوبة في تبين أن «الإخوان» لم يهمهم مرسي بقدر ما أهمتهم الفرصة.