ألا تتفقون معي أن بعد كل أزمة يختلقونها ضد الوطن تتوحد الأمة بعدها على حب جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، ألا تتفقون معي أن كل أزمة يحاولون إدخال الوطن بها ينفض الوطن ويتجشأ بعدها الخونة والشرذمة.

لست بمجال لأكتب عن مرتزق يمدح اليوم ويهجو غداً على قدر المال المدفوع، فهو من ينطبق عليه المثل القائل «بعد التعديل» على قدر المال تأتي البرامج، ولست بمجال لأنقد برنامجاً أبعد ما يكون عن البرامج الوثائقية، ولست بمجال أستعرض من خلاله كم الأخطاء في الإعداد وفي القصة الخبرية وما حوته من أكاذيب وتمثيل.

بل أكتب هنا مع بزوغ فجر جديد يتجدد معه الحب والولاء لمليك يكبر حبه مع تساقط خونة الوطن يوماً بعد، #بقيادتنا_نحن_أقوى لم يكن وسماً وليد اللحظة، ولم يكن رد فعل على قناة هابطة تفتقد المصداقية، بل كان شعوراً يظهر وقت الشدائد، ويسمو فوق نباح كلاب مسعورة تحاول عض من يدنو صوبها.

من تابع برنامج قناة العهر سيعرف أن كل ما جاء في سيناريو إعداده هو ما ينطبق على عاصمة الإرهاب، بدءاً من التعاون مع الجماعات الإرهابية والمسلحة، مروراً بالاغتيالات والدمار، ووصولاً إلى احتضان عناصر الإرهاب والتخريب، نعم يا سادة، إنها ليست بدوحة الجميع، بل دوحة الدمار للجميع، دوحة تضم بين أردافها زمرة من المرتزقة يعملون من أجل هدف واحد وهو الدمار والعنف والقتل بدم بارد جداً.

القصة بدأت في منتصف التسعينات، عندما غدر الأب بأبيه، ومذكرات الجلب الدولية والتهديد والوعيد، لتتحول بعدها قطر إلى وكر للمفسدين والمخربين، ومقر لعصابات الإجرام الدولية التي تتخذ من الدين ستاراً لها، مخطئ من يعتقد بأننا نتعامل مع دولة شرعية لها ما لها من السيادة والقوانين، فالتنظيم الذي يدير ما يسمى بقطر حولها إلى سرطان يمتد من المحيط إلى الخليج، سرطان يعبث بمكتسبات الشعوب، ويهدم المنجزات والقيم والمبادئ، ويتغذى على دماء الأبرياء، سرطان يحلم بالسلطة المطلقة، وبالهيمنة، تنظيم يعاني عقدة الكراهية، الكراهية التي طالت نفسه قبل أن تطال الآخرين.

هذا التنظيم عمل على إسكات معارضيه منذ الانقلاب الثاني عام 1995، بعد أن كان الشارع القطري يغلي على المغدور به خليفة آل ثاني بعملية انقلاب شكلت صدمة للأعراف والتقاليد، وأسست لمرحلة من الخيانات المتلاحقة، بدأ هذا النظام في إغراءاته المالية بالداخل القطري، ومن لم يرض بالمال مصيره السجون والتعذيب والنفي، ليتفرغ بعدها لاقتسام الكعكة الداخلية، وتظهر وجوه نكرة لم يكن لها موطئ قدم قبل عام خمسة وتسعين، ليبرز اسم موزة المسند وحمد بن جاسم آل ثاني وتتضح الصورة بتلاعبهم بهذا البلد، وينشأ الأخير دولة داخل الدولة متمثلة في قناة تضم مرتزقة هدفهم الأسمى التلاعب بعقليات المجتمعات العربية تحت شعار الحرية الإعلامية والرأي والرأي الآخر، بينما يخفون تحت تلك الشعارات قنابل موقوتة وأسلحة تهدف إلى تدمير الأمن وتحويل الدول إلى مناطق نزاع.

قطر اليوم ليست كقطر الأمس، والشعوب كذلك، باتت لا تنطوي عليها أكاذيب الدولتان «قطر والجزيرة»، لذا فإننا لن نلقي بالاً لمن يحتمي ويقطن ببلد المطلوبين ووكر المفسدين، فياسر الجلاهمة ومحمد البوفلاسة ومعهم من معهم من المطلوبين والفارين من العدالة لا يمثلون إلا أنفسهم، وعوائلهم الكريمة عنهم براء، وسيكشف لهم المستقبل مكانتهم الحقيقية عندما تنتهي فترة صلاحيتهم ويتم رميهم في مزابل وبراميل الخيانة.

اليوم تشرق شمس جديدة نخطو تحت أشعتها خطوات النجاح في ظل جلالة الملك المفدى، نتباهى بمكانتنا العالمية، وبعلاقاتنا الدولية التي أسسها المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله حاكم البحرين وتوابعها، وسار على نهجها جلالة الملك المفدى، نعمل في النور، ونحقق النجاح والمكاسب بأيادي نظيفة، وبقلوب صافية، لا نلتفت إلى الوراء، وإذا التفتنا نلتفت لنشفق على حال المخادعين والغادرين، نسير على نهج حلم صاغه جلالة الملك المفدى، ورسم مبادئه ميثاق وطني شارك فيه الشعب بأكمله، لنصحو في غد أجمل ونحكي لأبنائنا وأحفادنا قصة جزيرة حققت النجاح، ونعظهم بقصة دويلة بداخل دولة غدرت بوطنها وشعبها قبل جيرانها، وسفكت دماء طاهرة وعاثت في الأرض فساداً.

أقولها باللغة العامة والدارجة، هذي اهي البحرين، ولاؤها وبيعتها لمليكها ملك القلوب، وشعبها طائفة واحدة، عاشت وتعيش وستعيش في بيت واحد، بلا أبواب، يجمعهم حب الوطن، يتنفسون ولاء وطيبة، ولاء لا يعرفه جار السوء، وطيبة يبحث عن معانيها من تربى في كنف الغدر والخيانة، ومستقبل ناصع البياض حرم منه من خان أبيه وشعبه وعاش في غرفة مظلمة.