أحمد التميمي

شهدت الساحة "المدريدية" حتى نهاية يوليو الماضي صراعاً كبيراً بين مدرب الفريق زين الدين زيدان، ومهاجمه الويلزي غاريث بيل، في صراع لم نعهد أن نشهد مثله مع أحد لاعبي زيزو. كان الصراع درامياً في الفترة الأخيرة، فحينما عاد زيدان لقيادة الملكي، وعاد معه صراعه مع بيل، حيث انفجر ذلك عن طريق تصريحات الأخير بقوله إنه لا يمانع من لعب الغولف إذا لم يتم إشراكه في التشكيلة الأساسية، تلاها تصريح قوي من زيدان يعلن فيه أن بيل لم يعد مرغوباً في صفوف الميرينغي وذلك في نهاية يوليو الماضي، وأنه -زيدان- يأمل أن يرحل اللاعب في أقرب وقت. بلغ الخلاف ذروته، حين استخدم زيدان غاريث بيل كحكم في أحد المباريات التدريبية للفريق، مما يعني أنه لم يكن يريد أيضاً أن يمنحه فرصة اللعب حتى في التدريبات.

كل المؤشرات كانت تصب في مصلحة رحيل غاريث بيل في ذلك الوقت، وفعلاً تم العثور على عرض من أحد أندية الصين، و غادر بيل إلى أقصى الشرق من أجل إبرام ذلك التعاقد، وليتخلص منه الميرينغي إلى الأبد، إلا أن الأمور بدأت تأخذ منحنى درامياً مفاجئاً، فقد أصيب أسينسيو بقطع في الرباط الصليبي، لتتعثر فجأة صفقة بيل ويطلب منه العودة إلى مدريد! ليجد بيل نفسه عنصراً أساسياً في تشكيلة الفريق في أولى مباريات الفريق في الدوري الإسباني هذا الموسم أمام سيلتافيغو، وليس ذلك بحسب، بل تألق بيل في المباراة وساهم في صناعة الهدف الأول من المباراة التي انتهت برباعية للميرينغي.



في النهاية، سجل بيل انتصاره على زيدان، بعد أن صرح الأخير في نهاية المباراة بأن "بيل سيبقى معنا" بعد أن كان يأمل أن يخرج "اليوم أو غداً"، كما أصبح -بحد تعبير زيدان- أن كل فرد في التشكيلة مهم بالنسبة للفريق.

زيدان بأسلوب تعامله مع بيل، لم يخلق له خط رجعة، و وضع نفسه في ورطة حقيقية مع اللاعب، فمعالجة الأمر وكأن شيئاً لم يكن بات أمراً مستحيلاً، و وجود بيل في أرضية الملعب و في غرف تبديل الملابس من الممكن أن يشكل بداية الانقلاب على زيدان، لا أدري كيف سيعالج زيزو مشكلته مع بيل، ولكنه وضع نفسه في مأزق كبير جداً.