محمد الدرويش

يُعتبر هذا الموسم واحداً من أسوأ المواسم في تاريخ أتلتيكو مدريد تحت قيادة المدرب الفذ دييغو سيميوني، فهل ستكون هذه بداية الأزمة؟ أم أن لدى المدرب الأرجنتيني وأبنائه خطة B لتجنب السقوط الذي بات وشيكاً!!

***



فترة إعداد جيدة ما قبل بداية الموسم

بدأ أتلتيكو مدريد الإعداد للموسم الجديد 2019-2020 بشكلٍ جيد، وكان واضحاً نية الفريق في تعويض رحيل كبار نجوم المواسم الماضية والذين صنعوا التاريخ رفقة سيميوني مثل دييغو غودين وخوان فران وأنطوان غريزمان وأسماء عديدة نحتاج عدة سطور لذكرها، وقامت إدارة النادي بعدة تعاقدات ظنَّ الجميع من بعدها أن أتلتيكو سيكون كما هي العادة رقماً صعباً ليس محلياً فقط بل حتى وصل الأمر على مستوى القارة العجوز ولعلَ أهم تعاقداته هي استعادة الفارو موراتا من تشيلسي، والحصول على خدمات الظهير الإنجليزي الخطير كيران تريبييه من توتنهام وكان الحدث وربما أهم صفقة في إسبانيا هي التعاقد مع الموهوب جواو فيليكس قادماً من بنفيكا البرتغالي مقابل 126 مليون يورو كأغلى صفقة في تاريخ الروخيبلانكوس.

***

بداية الأزمة!

صحيح أنَ أتلتيكو مدريد لم يتلقَ سوى خسارة واحدة هذا الموسم، إلا أن الفريق فقدَ العديد من النقاط بمباريات سهلة كانت كفيلة بأن تمنحه الصدارة في ظل تذبذب المستوى الواضح بداية الموسم للكبيرين ريال مدريد وبرشلونة، وعانى ثاني أندية العاصمة الإسبانية من عقمٍ هجومي واضح حيث لم يسجل هجومه منذ رحيل أنطوان غريزمان عن الفريق سوى 16 هدفاً محلياً في 14 مباراة بمعدل أكثر من هدف في كل مباراة، وهو أمرُّ لم يعيشه النادي منذ سنوات عدة رغم أسلوب سيميوني المعروف دفاعياً ويمكن اعتبار رحيل غريزمان هو بداية أزمة الفريق وشح الأهداف التي لم يتمكن جواو فيليكس حتى الآن من تحقيقها، ولا ننكر الموهبة العظيمة التي يتمتع بها الفتى الذهبي لهذا العام، إلا أن اللعب في دوري كالليغا الإسبانية يحتاج إلى فترة طويلة كي يصل اللاعب الى التأقلم المطلوب، وليس هو الوحيد الذي عانى منذ مجيئه الى إسبانيا، بل لو نظرنا إلى حالة إيدن هازارد مع الميرينغي لوجدنا أنها مشابهة تماماً لما يمرّ به فيليكس مع الأخذ بعين الاعتبار أفضلية هازارد من ناحية الجودة والخبرة والأفضلية النسبية على فيليكس.

***

من المنقذ؟

حقيقةً، يحتاج أتلتيكو مدريد لمهاجم قناص قادر على اللعب داخل الصندوق من طينة ماورو إيكاردي أو لويس سواريز وغيرهم من اللاعبين، ولا يمكن الاعتماد على فيليكس كرأس حربة صريح على اعتبار أن أسلوب اللاعب ومهارته تمكنه من اللعب على الأجنحة أو كلاعب رقم 10 أما تقييده بمهام رأس الحربة سوف تحدّ من مهامه وتقيده تماماً فيما يمكن أن يكون تدمير لموهبة يعتقد الجميع أنها ستكون الأفضل في العالم خلال السنوات القليلة القادمة.

***

أرقام من الموسم

• لعب أتلتيكو مدريد 14 مباراة فاز في 6 وتعادل في 7 مباريات أخرى وخسر في مباراة واحدة.

• سجل الروخيبلانكوس 16 هدفاً وتلقى مرماهم 9 أهداف في 14 جولة.

• هداف الفريق هو الإسباني الفارو موراتا برصيد 5 أهداف وأفضل صانع العاب في الفريق هو أنخيل كوريا (ساهم في 3 أهداف).

• أكثر اللاعبين مشاركة هو الحارس السلوفيني يان أوبلاك بعدد 1236 دقيقة.

• ساؤول نيغيز اللاعب الأكثر حصولاً على البطاقات الصفراء (5 بطاقات).

***

نهاية الكلام

أتلتيكو مدريد تراجع نسبياً هذا الموسم، ولو أنه ظهر بنصف الحدّة التي ظهر عليها في المواسم السابقة لكنا نشاهده الأول في قمة الترتيب، الفريق يملك عدداً من اللاعبين بجودة عالية ودكة جيدة تمنح التشكيل عمقاً لا بأس به، الحل بسيط يتمثل بإيجاد طريقة ما لزيادة عدد الأهداف حتى لو أدى ذلك للتعاقد مع مهاجم جديد خلال فترة الميركاتو الشتوي، ربما إن استمر الفارق بينه وبين المتصدر إلى 6 نقاط فقط حتى نهاية مرحلة الذهاب يمكن القول إنه قد يعود من بعيد في النصف الثاني من الموسم وتحقيق الإنجاز الذي طال انتظاره منذ سنوات، أما الاستمرار بهذه العقلية الهجومية فلن يكون من خلفها إلا زيادة الأمور سوءاً، حينها لا يجب لوم اللاعبين في حال لم يتمكنوا من الوصول إلى المراكز المتقدمة كما كان الفريق في المواسم السابقة.