«إننا ماضون بعون الله في طريق العمل والإنجاز ومواصلة النهضة التنموية نحو بلوغ أهدافنا»، بهذه الجملة المقتبسة من كلمة جلالة الملك المفدى حفظه الله، أقول بأننا بلد وشعب يعشق الريادة.

وعشق الريادة والتميز موجود وراسخ لدى جميع المجتمعات وعلى مدى العصور، فليس هناك على مدى التاريخ حضارة أو بلد لم تفتخر بإنجازاتها وتقدمها عن الباقي. ولذلك سمعنا ونسمع عن أمم في الماضي وطبعاً ما يبقى ويخلد ما هو إلا التميز والإنجازات. والتاريخ لا يذكر المركز الثاني أو الفاشلين إلا على الهوامش.

وفي البحرين لدينا اناس يعشقون الإنجازات والرقم «واحد»، وهناك اهتمام على أعلى المستويات في البلاد لأن تكون البحرين في الريادة، وكم هو رائع ما تزخر به البحرين من تنوع في الاهتمامات على صعيد القيادة لدينا، فمن عشق التميز في المجال التنموي والاقتصادي الذي يقوده صاحب السمو الملكي ولي العهد وصولاً لعشاق الذهب سمو الشيخ ناصر وسمو الشيخ خالد. وكل هؤلاء يعشقون ويطمحون للتميز وتحقيق المراكز المتقدمة.

وعلى عكس بعض المسؤولين في البلد «هداهم الله» ممن يهون تعظيم وتضخيم سفاسف الأمور، وكيف يتفننون في إظهارها في مقام الإنجازات التي تسطر في التاريخ وتتنافس عليها باقي الدول، وكيف يتسابقون في وضع البلد في حالة فرح واحتفال، نشوةً بهذا الإنجاز الذي لا يُعلم من أين ظهر وما أهميته، وقد لا يعدو كونه سوى أرقام وإحصائيات لا تسمن ولا تغني من جوع.

إنجازات لو تنعكس على حياة الناس تجدها لا تقدم ولا تؤخر، وقد يقول قائل، ليست كل الأمور متعلقة بالناس بشكل مباشر أو غير مباشر هناك أمور تهم أناساً آخرين!! من؟ طبعاً العالم الغربي، الذي يقف لنا على الصغيرة والكبيرة، ولا عمل ولا شغل لديه سوى متابعة إنجازات البحرين.

وفي المقابل جلالة الملك المفدى حفظه الله، يكررها على مسمع السلطة التشريعية والتنفيذية دوماً بأن يكون المواطن محور الاهتمام، وهو ما أكده جلالته في آخر محفل حين قال إن «المواطن البحريني سيظل دائماً محور التنمية وغايتها الأولى». وهذا يريده ملك البلاد ويريده قادتنا، أن يكون المواطن محور الاهتمام، أي أن تكون إنجازاتكم وتميزكم مربوطة وملموسة بحياة المواطن.

البحرين ذُكرت في التاريخ في عدة مقامات، فحين قيل عن البحرين سابقاً «أم المليون نخلة» كان إنجازاً وقتها قياساً بحجم الإمكانيات التي كانت تمتلكها البحرين. وكانت البحرين دانة الخليج معروفة بأفضل اللؤلؤ على مستوى العالم، رغم أن دول الجوار كانوا يمتهنون نفس المهنة.

أمور التميز والريادة والإنجازات ليست مجرد أرقام وإحصائيات لا يفهمها إلا عشرة أنفار، بل حقيقة وواقع يلمسه كل أفراد المجتمع ويقتنعون فيه، فما فائدة أي إنجاز إن كان لا ينعكس على حياة المواطن أو يقدم البلاد خطوة واحدة للأمام، وما فائدة أي رقم لا يحرك أي مؤشر للتنمية أو الاقتصاد مثل «مؤشر الناتج المحلي أو معدل البطالة أو معدلات الفائدة والتضخم».

أعطونا إنجازات حقيقية وواقعية تعود بالخير على البلاد والعباد، وتنعكس على حياتهم سنصفق لكم لسنوات قادمة قبل أن تطلبوا حتى، ولا تصدعونا بإنجازاتكم الفردية التي لا يعلم عنها أحد.