هناك بعض الفئات المجتمعية من العاملين والعاملات في البحرين تضررت أو ربما «توهجت» بسبب مرض فيروس كورونا (كوفيد 19)، حيث إن هذا المرض فرض بعض الإجراءات والالتزامات والفروض القانونية والصحية بطريقة صارمة على كل أفراد المجتمع دون استثناء، وإن كانت هناك استثناءات، فهي في الغالب للحالات الإنسانية، كما هو حال الأم العاملة في القطاع العام.

لكن، كان بودنا لو تمت معالجة بعض الحالات الصعبة، والتي يمكن أن تحدَد وفق معايير ودراسات خاصة لكل حالة، حتى لا نبخس حق بعض الفئات العاملة جراء هذا المرض، وحالاته الاستثنائية كما ذكرنا.

من هذه الحالات التي ينبغي النظر في تفاصيل معاناتها، حالة ربما ليست خاصة، لكنها قد تكون حالة متكررة عند بعض الأسر البحرينية. حيث أخبرني أحدهم بأنه يعمل في القطاع التعليمي «معلم»، وهي المهنة التي تستثنى من العمل عن بعد، إذا كان العامل فيها من الذكور. وفي ذات الوقت، فزوجة «هذا المعلم الذي يعمل في مدرسة حكومية» تعمل في القطاع الصحي، وهو القطاع الذي تستثنى إناثه من العمل عن بعد لطبيعة هذه المهنة التي تتطلب الحضور الشخصي والميداني لكل أفرادها. فوق كل ذلك، لدى هذه الأسرة «الزوج العامل، والزوجة العاملة» طفلان اثنان، وبما أن الروضات وبقية المؤسسات التعليمية لا تعمل بسبب ظروف المرض الراهن، فإن هذين الزوجين وفي وقت دوامهما، يعيشان ورطة حقيقية في إيداع طفليهما في مكان آمن، وبعيداً عن احتمالية تعرضهما للإصابة بالمرض.

يقول صاحب هذه الحالة: نحن في ورطة، حيث لا نملك عائلة متوفرة للشروط الصحية، يمكن لها أن نؤوي أطفالنا لديها وقت ذهابنا للعمل، ففي هذه الحالة ماذا يمكن لنا أن نفعله؟ وأين يذهب صغارنا؟

هذه ليست حالة استثنائية، فهناك حالات مشابهة ربما تمر بذات الظروف الصعبة الكبيرة التي تمر بها هذه الأسرة الصغيرة، ولهذا حبذا لو تنظر الدولة في مثل هذه الحالات، ودراسة أوضاعها بشكل استثنائي وإنساني، حيث لا يمكن أن تظل أطفال هذه العائلات الصغيرة من دون رعاية كافية وقت الوباء، كما لا يمكن رميهم في أي بيت أو مكان لا تتوفر فيه شروط الرعاية الصحية لمن هم في هذا العمر الصغير، وعليه نتمنى أن يعاد النظر في مثل هذه الحالات، حتى لا يتعرض الصغار لأي نوع من أنواع المرض أو الإهمال، في حال ذهب أبويهما لأداء مهمتهما الوطنية بالالتزام بالعمل في ظل هذه الظروف الصعبة. ليس هذا فقط، بل يجب مكافأتهما على تفانيهما في العمل بإيجاد مخرج لهذه المشكلة، لأنهما يستحقان هذا الثناء وأكثر.