أجرى الحوار: إبراهيم الرقيمي

- "فريق البحرين" لمواجهة "كورونا" جعل المملكة على الخارطة العالمية

حققت الوكيل المساعد للموارد والخدمات في وزارة الصحة والرئيسة السابقة لمجلس التمريض لدول مجلس التعاون فاطمة الأحمد إنجازات محلية وخليجية وعالمية كونها أول ممرضة تتقلد منصب وكيل مساعد بعد جملة من المناصب التي تقلدتها.



وتؤكد الأحمد في حوار مع "الوطن" بمناسبة اليوم العالمي للصحة تحت شعار "دعم التمريض والقبالة"، أن القطاع الصحي في البحرين خطى خطوات نوعية يشهد لها العالم وفي مجال التمريض تحديداً يمتد من العراقة ومستمر في إنجازاته.

وأشادت الأحمد بالدور الكبير الذي لعبه "فريق البحرين" لمواجهة فيروس كورونا ( كوفيد19)، ليجعل من المملكة على خارطة الدول العالمية التي واجهت الفيروس بفضل الروح الموجودة لدى كل طبيب وممرض يقف في الصفوف الموجودة لمحاربة وباء كورونا (كوفيد19).

وفيما يلي نص المقابلة:

س: من ممرضة إلى وكيل مساعد حدثينا عن نفسك، من هي فاطمة الأحمد وما المناصب التي تقلدتيها في المجال الصحي؟

ج: أشغل حالياً منصب الوكيل المساعد للموارد والخدمات بوزارة الصحة، وأعتبر بذلك أول ممرضة في تاريخ البحرين تتقلد هذا المنصب ولدي العديد من المؤهلات والشهادات والدبلومات المحلية والعالمية منها ماجستير في الرعاية القصوى والطوارئ من الولايات المتحدة الأمريكية والدبلوم الدولي لإدارة الأزمات والكوارث من جامعة جنيف بسويسرا، ودبلوم الإدارة الصحية من الكلية الملكية للجراحين بأيرلندا.

وقد بدأت مسيريتي المهنية في مجال التمريض بعد تخرجي من الثانوية العامة، والتحقت بكلية العلوم الصحية وحصلت منها على الدبلوم المشارك في التمريض ثم بكالوريوس العلوم في التمريض، وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى. وبعدها حصلت على بعثة من وزارة الصحة لمواصلة الدارسات العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، وعملت في المجال الصحي لمدة 30 عاماً وفي عدة مجالات منها التعليم والخدمات والإدارة والتشريع، وتقلدت عدة مناصب وزارية منها محاضر في كلية العلوم الصحية ورئيس خدمات التمريض ومديراً للموارد البشرية ومستشاراً لوزير الصحة.

س: كم استمرت مهنتك في التمريض، وكيف تصفيها؟

ج: عملت في مجال التمريض ما يقارب الـ 20 عاماً، وتدرجت فيها من متدرب إلى ممرض عام في مجمع السلمانية الطبي إلى محاضر تمريض بكلية العلوم الصحية، ثم رئيس خدمات التمريض للرعاية الأولية والمستشفيات، وبعدها ترقيت إلى مستشار وزير الصحة لتطوير التمريض، وكانت هذة المرة الأولى التي يتم فيها تعيين ممرض بحريني في هذا المنصب، ثم قمت بالتعاون مع قيادات التمريض بدول مجلس التعاون بتأسيس مجلس الاختصاصات التمريضية لدول مجلس التعاون من خلال اللجنة الفنية للتمريض التابعة للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، وترأست هذا المجلس خلال الدورة من 2007 حتى 2011. وقد كان ذلك إنجازاً كبيراً لمهنة التمريض على المستوى المحلي والإقليمي.

ولقد كانت هذه المرحلة من المحطات الهامة في حياتي المهنية، واستمتعت فيها بالعمل مع زملائي الممرضين والأطباء، واكتسبت فيها العديد من المهارات الفنية والإدارية والقيادية وتمكنت من خلالها تكوين العديد من العلاقات الإقليمية والدولية التي ساندتنا في تطوير الخدمات التمريضية والصحية في المملكة.

- مواقف لا تنسى-

س: للمرضين والممرضات مواقف لا تنسى اذكري بعض منها كان له الأثر في حياتك؟

ج: هنالك العديد من المواقف الإنسانية التي نمر بها خلال فترة عملنا في تقديم الخدمات الصحية، وتترك أثراً في الروح والذاكرة ومنها على سبيل المثال عندما كنت أعمل في وحدة العناية المركزة بالأطفال بمجمع السلمانية الطبي، كنت أرعى طفلاً معاقاً عمره 6 أشهر، وكانت حالته حرجة جداً والأمل ضعيف في بقائه على قيد الحياة وأبلغ الأطباء الأم أن حالة الطفل حرجة جداً وكنت ليلتها أنا الممرضة المسؤولة عن ذلك الطفل، ومازلت أذكر دعاء الأم وصلواتها وبكاءها وحرقة قلبها على طفلها الأول فقمت بتهدئتها ومساندتها والاستماع إليها، ووعدتها بتقديم كل الرعاية الممكنة من جانبي كممرضة، وسمحت لها المكوث مع طفلها طوال الليل، وقمت بواجبي كممرضة ولم أفارق الطفل لحظة ظللت معه طوال النوبة، وقلبي يدعو بلهفة للطفل وأمه ومع أذان الفجر بدأت المؤشرات الحيوية تتحسن وتستجيب للعلاج، وتمكن الطفل من العودة للوضع الطبيعي، وفي الصباح فاق الطفل وسط دهشة الجميع والكل يسألني ماذا فعلت؟ إنها معجزة وبدأت الأم تصلي وتشكر الله وتدعو لي بالخير. وبعد عام من هذه الحادثة التقيت الأم في المركز الصحي ورحبت بي وعرفتني على ابنتها، والتي أسمتها باسمي "فاطمة" تقديراً لجهودي التي بذلتها لرعاية طفلها الأول الذي مازال على قيد الحياة، ويتمتع بصحة جيدة وهذا الموقف أثر فيني كثيراً، وبين مدى الأثر والفارق الذي يقوم به الممرضين في حياة المرضى وأسرهم.

س: ما أبرز التحديات خلال مسيرتك المهنية وكيف استطعتي مواجهتها؟

ج: لقد واجهت عدة تحديات منها .. كوني امرأة عاملة وربة منزل في آن واحد، واجهني تحدي الموازنة بين العمل والحياة الشخصية، فقد كنت أعمل لساعات طويلة خلال اليوم وطوال الأسبوع حتى إجازاتي السنوية كانت نادرة وقصيرة جداً، وذلك كان يمنعني من ممارسة حياتي الشخصية بحرية وحرمني من الاستمتاع بها. فقد كان هذا الأمر مرهق جداً ومع الوقت سبب لي الكثير من المتاعب الأسرية.

ولكن من تجربتي أيقنت أن التخطيط الجيد للوقت وتحديد الأولويات في الحياة والحرص دائماً على الفصل بين العمل والبيت، واعتبار العمل جزء من الحياة وليس الحياة كلها هو سر النجاح. لذلك اجتهدت لتدريب وتطوير مهاراتي الحياتية، وسرعان ما تداركت الموقف ونجحت في تحقيق التوازن المطلوب واستطعت من تكوين حياة أسرية سعيدة ومسيرة مهنية ناجحة.

والتحدي الآخر هو الجمع بين عدة وظائف في آن واحد حيث كنت أشغل منصب مدير الموارد البشرية ومستشار للتمريض ورئيس مجلس التمريض لدول مجلس التعاون في آن واحد وأستمر ذلك حتى العام 2011. لقد كان تحدياً كبيراً ومسؤولية جمة، ولكني استطعت مواجهة ذلك بفضل الله وبفضل دعم الأسرة والتخطيط السليم للوقت وتعاون زملاء العمل.

- إنجازات المرأة البحرينية -

س: ما أبرز إنجازاتك في قطاع التمريض؟

ج: لقد تمكنت من خلال عملي كامرأة تقلد مناصب كانت حكراً على الرجال في السابق منها منصب مدير الموارد البشرية، ومنصب الوكيل المساعد للموارد والخدمات في وزارة الصحة فقد كنت أول أمراة تتقلد هذة المناصب، كما أنني عملت على مساندة الممرضين وتمكينهم من التدريب ومواصلة التعليم حتى بلغت نسبة بحرنة الوظائف الإدراية التمريضية إلى 100% من الوظائف المشرفين والرؤساء. كما قمت بمساندت وتمكين الممرضين للمشاركة في اللجان الوزارة والوفود الرسمية وشجعت العديد من الممرضين لمواصلة دراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.

س: ماذا تعلمتي خلال هذه الفترة وكيف كانت رحلة الوصول إلى منصبك الحالي؟

ج: خلال رحلة الوصول إلى هذا المنصب واجهت العديد من التحديات ولم تكن رحلة سهلة، ولكن بالصبر والثقة بالنفس والعزيمة والإصرار على النجاح والرؤية الواضحة، وتطوير الذات جميعها مكنتني من النجاح في مواجهة المنافسين وتحقيق الطموح.

س: ما أبرز الأمور التي حرصتي على تحقيقها في المجال الصحي؟

ج: منذ تعيني كمستشار للتمريض وصولاً إلى منصبي الحالي كوكيل مساعد ركزت في عملي على عدة محاور لتطوير التمريض والاستثمار في العنصر البشري في هذة المهنة الهامة، منها تطوير تعليم التمريض واستحداث كادر جديد للممرضين والمشاركة في وضع الاستراتيجيات والقوانين وتنفيذ العديد من المشاريع الوزارية ففي مجال تعليم التمريض قمت بالعمل مع فريق من أستاذة التمريض بكلية العلوم الصحية بوضع برنامج بكالوريوس التمريض الأساسي الذي بدأ تنفيذه في العام 2003 وأحدث نقلة نوعية في خريجي التمريض ووضعهم في مصاف الوظائف التخصصية في المملكة، ومن ثم ساندت انتقال كلية العلوم الصحية لتصبح تحت مظلة جامعة البحرين من خلال عضوية مجلس إدارة الكلية.

وفي نطاق كادر التمريض عملت من أجل تحسين رواتب الممرضين، وتعديل تصنيفهم الوظيفي بما يليق بالمهام الجليلة التي يقومون بها وذلك من خلال تمثيلي لوزارة الصحة في فريق تطوير كادر التمريض والذي ضم في عضويته عدة جهات متخصصة. وقامت الحكومة الموقرة باعتماد كادر التمريض في العام 2008 حيث صنف وظائف التمريض على إلى الدرجات التخصصية أسوة بتصنيف زملائنا الأطباء والمتخصصين من حملة البكالوريوس في الوظائف الأخرى. حيث أصبح تصنيف الممرضين من الدرجة التخصصية الرابعة إلى التخصصة الثامنة واستفاد من تطبيق الكادر آنذاك 2638 ممرضاً. كما استطعنا من خلال هذا الكادر استحداث علاوة خاصة بالمهنة سميت علاوة تمريض وهي المرة الأولى في تاريخ الوزارة التي ترتبط علاوة باسم مهنة.

كما أنني ساهمت بشكل فعال في وضع الاستراتيجيات والخطط منها الاستراتيجية الصحية، استراتيجية تطوير التمريض في دول مجلس التعاون، استرتيجية التمريض في منظمة الصحة العالمية، استراتيجية تحقيق رؤية التمريض 2020 للمجلس الدولي للتمريض، الاستراتيجية القطرية للتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وضع خطة الموارد البشرية الصحية 2010 -2020، تحديث إجراءات وسياسات الموارد البشرية والمالية والمعلوماتية، التموين الطبي والهندسة والأجهزة الطبية، بالإضافة إلى ذلك ساهمت في وضع وتحديث العديد من القوانين المنظمة للمجال الصحي، ومنها قانون إنشاء هيئة تنظيم المهن والخدمات الصحية، قانون مزاولة مهنة الطب البشري وطب الأسنان، قانون مزاولة المهن الطبية المعاونة، قانون تنظيم مهنة الصيدلة والمراكز الصيدلانية، معيار تنظيم مزاولة مهنة التمريض لدول مجلس التعاون.

- قطاع صحي بحريني عالمي -

س: ما أبرز الإنجازات الحديثة التي حققتها وزارة الصحة على صعيد التمريض والطب؟

ج: جاءت المؤشرات الحيوية في البحرين لتظهر تقدم مستوى الخدمات الصحية مقارنة بدول العالم، حيث وصل مستوى توافر فرص الحصول على الخدمات الصحية الأولية لجميع السكان بنسبة 100%، والتطعيمات من الأمراض المختلفة مثل الحصبة وشلل الأطفال والدفتيريا والتتناوس تصل إلى نسبة 99%، وقد بلغ متوسط العمر المتوقع للجنسين عند الميلاد في المملكة 77.2 أما مؤشر تساوي الخدمات الصحية المقدمة للذكور والإناث فهي 100% ومع تنفيذ الخطة الوطنية للصحة 2016 - 2025 التي تسعى لتحقيق جودة الخدمات الصحية، تحقق الإنجاز الأكبر في القطاع الصحي، والذي أثمر عنه قانون الضمان الصحي الذي صدر في أغسطس 2018، حيث يسعى لتحقيق الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة والمستدامة لتحقيق العدالة وسهولة الوصول للخدمة والجودة، وزيادة الإنتاجية التي تنتهج استراتيجية طموحة ركزت على تطوير العنصر وهو بناء الكوادر الوطنية المؤهلة.

ويقوم المجلس الأعلى للصحة المشرف على الضمان الصحي بدور كبير في تنفيذ مراحل تطبيق الضمان الصحي، من خلال فرق عمل تمثل مختلف الجهات التي تعمل بجد للوصول إلى الهدف المنشود لتطبيق هذا النظام الجديد، بشكل مرحلي، ومن أهم المحاور الرئيسة التي يقوم عليها الضمان الصحي "صحتي" وهي التسيير الذاتي للمستشفيات والمراكز الصحية الذي سيوفر المزيد من الاستقلالية، ولقد بدأ العمل التجريبي لنظام التسيير الذاتي للمراكز الصحية عبر برنامج "اختر طبيبك" في ست مراكز صحية، ويعتبر هذا البرنامج من ضمن العناصر الأساسية الداعمة لنظام الضمان الصحي الذي يسعى إلى خلق علاقة بين الطبيب والأسرة وتتماشى مع المعايير العالمية للعلاج لتحسين جودة الخدمات المقدمة.

وتتبنى وزارة الصحة استراتيجية صحية متكاملة تهدف إلى التركيز على تطوير الخدمات الصحية بشكل عام، وتوفير احتياجات المواطن البحريني من العلاج وفق أحدث ما توصل إليه الطب والعلم الحديث وتعزيز القدرات الذاتية لدى الفرد للعناية بصحته وتغيير سلوكياته غير الصحيحة، إضافة إلى السعي نحو السيطرة على الأمراض بشتى أنواعها والعمل على تحقيق الجودة في الأداء الطبي عبر وضع القوانين واللوائح التي تضمن جودة الخدمات الصحية وخدمات التمريض.

ولدى الوزارة مشاريع لتحسين الأداء، والتي تعد ضرورية للحفاظ على مستوى التطوير، ولعل أبرزها مشروع I– Saha ، وهو من المشاريع الرائدة ونهدف من خلاله لإيجاد ملف إلكتروني لكل مستخدم للخدمات الصحية والذي سيتم ربطة بمشروع "حكمة" في المجلس الأعلى للصحة.

وبهدف تحسين جودة الخدمات الصحية وإخضاعها للمعايير الدولية وقعت وزارة الصحة اتفاقية الاعتماد الكندية للمستشفيات والمراكز الصحية معAccreditation Canada International، وتأتي هذه الاتفاقية لتجديد الاعتماد لفترة ثلاث سنوات قادمة وذلك بعد انتهاء الدورة الأولى للاعتماد. ويأتي توقيع الاتفاقية ليؤكد مدى اهتمام وحرص وزارة الصحة على تطوير الخدمات الصحية والعلاجية وتحسين جودتها وذلك في سبيل كسب رضا كافة المستفيدين من خدمات الوزارة. كما أن توقيع الاتفاقية سينعكس بشكل إيجابي على مستوى الخدمات الصحية المقدمة في الرعاية الأولية والرعاية الثانوية.

واهتمت وزارة الصحة بتأهيل العنصر البشري في مختلف قطاعات العمل، وبلغت نسبة القوى العاملة البحرينية في وزارة الصحة 80% من مجموع القوى العاملة، حيث غدت الوزارة اليوم قادرة على توفير قوى بحرينية مدربة ومؤهلة، وقد بلغ إجمالي عدد الموظفين بوزارة الصحة حتى يومنا هذا 7524 موظفاً وموظفة، يعملون بمختلف القطاعات والمرافق التابعة للوزارة، وتبلغ نسبة الإناث العاملات بوزارة الصحة 64% و36% نسبة الذكور موزعين على الخدمات الصحية.

وسعت وزارة الصحة لتدريب وتطوير موظفيها، كما تعمل بشكل دؤوب على صقل مهارات الموظفين ومواكبة المستجدات العلمية والعملية وإلحاق خريجي الطب وطب الأسنان ببرامج التدريب. وتقوم إدارة التدريب بالتنسيق مع إدارة الموارد البشرية والخدمات الطبية بالرعاية الأولية والثانوية استيعاب عدد من خريجي الطب في ثلاث مسارات من تخصصات الخدمات الطبية تلبية لسد الاحتياجات في مختلف التخصصات الطبية وهي برامج المجلس العربي للتخصصات الصحية، (STRP) وعددها 18 برنامجاً، وبرنامج الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وعددها 8 برامج، وبرنامج طبيب العائلة (FPRP) بالرعاية الصحية الأولية، وبرنامج طب الأسنان، وبلغ عدد الدورات التي تم تنفيذها العام 595 دورة.

س: كيف استطاع الطاقم الطبي من تحقيق الإنجاز خلال مواجهة كورونا (كوفيد19)؟

ج: السر يكمن في الإدارة الحكيمة للأزمة والروح الوطنية العالية التي يتمتع بها الفريق الطبي، ووضوح الرؤية والعمل باستراتيجية علمية مدروسة وروح الفريق الواحد وكفاءة الطواقم الطبية، وتعتبر البحرين وبشهادة منظمة الصحة العالمية من أوائل الدول التي استعدت مبكراً لمواجهة فيروس كورونا ( كوفيد19)، وذلك بالخطوات السريعة التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر بتشكيل "اللجنة الوطنية"، وبدأ العمل بخطوات واثقة ووفق رؤية واضحة، واستراتيجيات مدروسة قاد بها سموه الفريق الوطني لمواجهة هذه الجائحة العالمية ونجح في مكافحتها والحد من تداعايتها.

- التمريض عراقة ومستقبل-

س: ما هي مؤشرات القوى العاملة التمريضية وما هي التخصصات التمريضية الأكثر طلباً عليها في الوزارة؟

ج: أن البحرين سباقة في الاهتمام بمهنة التمريض وذلك انطلاقاً من تاريخها العريق، وريادتها لدول المنطقة في مجال الصحة والتمريض، وبلوغها مكانة مرموقة في هذا المجال حتى أصبحت نموذجا يحتذى به إقليمياً ودولياً، كما نشيد بالإنجازات الرائدة للممرض البحريني في تطوير القطاع الصحي بالمملكة وأن مهنة التمريض تؤدي دوراً مهماً في منظومة الخدمات الصحية، وتمثل عصب النظام الصحي على اختلاف أنواعه ومستوياته وهي مهنة تجمع كل أدبيات السلوك الراقي، والبعد الإنساني، إضافة إلى المعرفة والمهارة والخبرة الشاملة للتعامل مع المحتاجين للرعاية الصحية.

وقطاع التمريض يمثل الشريحة الكبرى من القوى العاملة في وزارة الصحة، إذ يشكل 30 في المئة من موظفي الوزارة، وعلى المستوى الوطني تبلغ النسبة 2 ممرض لكل طبيب و46.5 ممرض لكل 10 الآف نسمة، وللممرض دور هام وأساسي في تقديم خدمات ذات تأثير مباشر على صحة وحياة المرضى، فالممرض له دور متسع وشامل يهدف إلى الوقاية والعلاج وتعزيز الصحة والتأهيل وله الكثير من المتطلبات الأكاديمية والتدريبية.

والبحرين بحاجة إلى العديد من التخصصات التمريضية في مجالات رعاية مرضى الطوارئ والحالات الحرجة والأورام والقبالة والتوليد والأطفال والصحة النفسية وصحة المجتمع ورعاية المسنين.

ومهنة التمريض كإحدى المهن الصحية التي تواجه في هذا العصر الكثير من التحديات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية، والتي تؤثر جميعها بشكل مباشر في صحة المجتمع، جاعلة من التخصص في التمريض مطلباً أساسياً لمواجهة تأثير هذه العوامل على صحة الأفراد. وفي ظل التطور التقني والعلمي السريع، وتعدد الاختصاصات الناتجة عنهما، والتوسع في الخدمات الصحية وزيادة الطلب على الخدمات، أصبح من الضرورة مواكبة هذا التطور أكاديمياً ومهنياً من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية لكليات التمريض، وتنظيم تعليم التمريض واعتماد برامجه التخصصية بمنهجية علمية تضمن سلامة متلقي الخدمة، وتعد الممرض المتخصص إعداداً شاملاً.

- كلمة للأطباء والممرضين-

س: كلمة أخيرة توجهينها للطاقم الطبي والتمريضي في المراكز الصحية والمستشفيات بالمملكة؟

ج: بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يحتفل به هذا العام تحت شعار "دعم التمريض والقبالة" وبمناسبة السنة الدولية للتمريض 2020 يشرفني أن تقدم بجزيل الشكر والامتنان لجميع كوادر التمريض في مملكة البحرين. معبرة لهم عن مدى فخرنا واعتززنا بجهودهم الجبارة في رعاية مرضاهم واسهاماتهم الجليلة في تحقيق النهضة الصحية، متمنية لهم مزيداً من النجاح والتوفيق.

كما إن هذا الاحتفاء بالممرض البحريني، والذي هو جزء من ملحمة بناء الإنسان عبر رسالة الصحة في هذا الوطن العزيز، ما كان له ليتحقق على هذا النحو المشرف، لولا الرعاية الأكيدة والأولوية المطلقة التي توليها قيادة الحكومة الرشيدة بهذه المهنة السامية. إنها مناسبة طيبة نتذكر فيها جميع المساهمات المتميزة لمنتسبي هذه المهنة العريقة. وتمثل محطة هامة يتدارس من خلالها المسؤولون فرص تطوير هذه المهنة. لكي يستطيعوا الممرضين تأدية دورهم بأعلى مستوى من الجودة.

كما أود أوصي الممرضين توصيات على المستوى المهني والشخصي فعلى المستوى المهني أوصيهم بحسن معاملة المرضى ومتلقي الخدمة وجعل المريض أولاً في جميع قراراتهم والتعاون مع زملاء العمل، واحترام المهنة والالتزام بسياسات المؤسسة التي يعملون بها أما على المستوى الشخصي فأوصيهم بالالتزام بأخلاقيات المهنة والأمانة والصدق في التعامل، والحرص على تطوير الذات والتعليم المستمر والتخطيط السليم للمستقبل وتحديد الأهداف والمثابرة ومواصلة العمل الدؤب لتحقيق طموحاتهم.

وفي الختام أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للكوادر الطبية والتمريضية التي تقف في الصفوف الأمامية في مواجهة جائحة كورونا (كوفيد19)، وأشيد بتضحياتهم الجليلة وموقفهم النبيل الذي سيسطره التاريخ، وتتناقله الأجيال كقصة نجاح ملهمة.