حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظكم الله ورعاكم، لقد سطرتم التاريخ بعبق مليء بالحب والالتزام والمسؤولية تجاه الوطن، فدروبكم التي مررتم بها قد أزهرت وأنبتت الخيرات في هذه الأرض الطيبة.

كما عاهدنا ونعاهد جلالتكم بأن أقلامنا وما ملكت عقولنا سوف نستخدمها في توظيفها من أجل هذا الوطن، فجلالتكم قائد وربان هذه المسيرة التي تواصل بنا نحو القمة والعالمية، فبكل خطوة وبكل جرأة نرسو للعلا فوق هامات الجبال والسحب حتى أصبحنا في قمة صعب الوصول إليها من دون عقول تتدبر أو تتفكر.

سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، رسمتم للوطن استراتيجية واضحة عنوانها التآخي والتعايش ووحدة الصف والمصير مع الأشقاء، فالعالم ينظر اليوم للبحرين على أنها النموذج الذي يجب أن تكون عليه الدول لتحيا بأمن واستقرار بعيداً عن الصراعات الداخلية أو الخارجية، فكل أزمة تمر على البلاد لا نجد إلا وأنكم تسطرون معاني القيادة التي يحلم بها أي شعب بالعالم، فأنتم القريب لكل منزل ولكل مواطن ولكل مقيم كذلك.

ففي عهدكم أصبحنا نفخر ونعتز بوصولنا للعالمية وها هي أزمتنا التي يمر بها الجميع في مكافحة فيروس كورونا، نجد اسم البحرين في مصاف الدول العظمى ويتجاوزه بمراحل، فأي دولة صغيرة بحجمها تتجاوز مراكز متخصصة طبية تصرف عليها المليارات ولكن لا تحقق هذه المراكز المتقدمة. على ماذا يدل ذلك؟ يدل على أننا نعيش في دولة قد اهتمت بالعقول قبل المباني الشاهقة، أهتمت بالتنمية البشرية قبل الاهتمام بأي شي آخر، أولويات قد أسستموها يا جلالة الملك المفدى منذ تسلمكم مقاليد الحكم، وكانت رؤيتكم واضحة، المواطن أولاً وأخيراً.

فالبحرينيون هم من العملات النادرة التي صنعتم بهم أمجاداً صعبت على الكثير من الأمم، فها هي دولتكم لا تتجاوز مساحتها 765 كيلو متراً مربعاً تفوقت على دول كبرى في العديد من المجالات، حتى أصبحنا نواجه أعداء وحساداً وحاقدين يتآمرون لاستهداف هذه المكتسبات التي أسستم لها حتى بتنا نجمة مضيئة في هذه الأرض.

إنجازات مملكة البحرين لم ولن تتوقف في كل مراحل التاريخ منذ تسلمكم مقاليد الحكم، ونحن في أزمة عالمية نحقق إنجازات ونحظى بإشادات دولية على كافة الأصعدة، حتى أن المنظمات الدولية وغير الحكومية التي عملت على مدار سنوات وتفبرك تقاريرها نجدها اليوم راكعة أمام جهود البحرين في المجالات الإنسانية والحقوقية.

خطوات جلالتكم الحقوقية قد أبهرت العالم، فالمرأة والطفل محور اهتمامكم الأول، فمع بداية الأزمة وضعتم أولويات الأم البحرينية والطلاب والمرضى للحفاظ عليهم من أي مخاطر، ولم تكتفوا بذلك، فقد أصدرتم المرسوم الملكي السامي بالعفو عن «1486»، من المحكوم عليهم، لدواعٍ إنسانية، في ظل الظروف الراهنة، وهو الأمر الذي أفرح 1486 أسرة بالإفراج عن ذويهم.

سيدي جلالة الملك حفظكم الله ورعاكم منذ تأسيسكم للمشروع الإصلاحي والذي تضمن ميثاق العمل الوطني والذي لاقى موافقة 98.4% من الشعب، وقد عشنا ونعيش أجمل الأيام، مررنا بأزمات عديدة ولكن تخطيناها بفضل من الله ثم بحكمة وصبر بالغين، حتى أصبحتم لنا الأب والأخ والعضيد للجميع، ففي النهاية لا نجد سوى أن نتضرع لله سبحانه بأن يحفظكم للبحرين وأن يمدكم بطول العمر فأنت بأعيننا القائد الذي من الصعب أن يتكرر.