في بعض تمارين التأمل يمكنك أخذ جولة هادئة في أعماقك، رؤية قلبك، تفحص ما فيه من مشاعر الألم والحزن والفرح ورؤيتها، يمكنك رؤية النور يسري في جسمك كله وهو يغسل همومك ويطهرك من آثامك.

ورغم تحفظ الكثيرين على تجارب الاقتراب من الموت، وكثرة الشكوك والتفسيرات الدينية والعلمية المتفاوتة حولها، إلاَّ أنني أذكر بعض رواياتها، وكيف يكشف عن بصر الأفراد بعد موتهم أو اقترابهم منه، وكيف يمكّنهم هذا من اختراق الأجساد والعبور منها حتى على مستوى الإبصار بدواخلها. تشير بعض تلك القصص إلى أفراد زعموا رؤية قلوب أفراد من عائلتهم أو آخرين يعرفونهم، وتمييز ما تركته المواقف من آثار مؤلمة أحياناً..!! لا تهمني صحة تلك الروايات من عدمها ولكني وددت الإشارة لدواخل القلوب وحسب.

ولأن أبصارنا المحدودة لا يمكنها اختراق الأجساد المادية أو رؤية دواخل قلوب الناس من حولنا، فنحن فعلياً لا ندري ما يقع في قلب أحدهم جراء كلمة أو موقف أو تعليق أو سلوك مارسناه بحقه، ولكننا وجدنا في ديننا الإسلامي ما يقوّم لنا أسلوب تعاملنا مع الآخرين في ظاهرنا وباطننا، في حضورهم وغيبتهم، في ديننا ما يؤكد على ضرورة تقديم الكلمة الطيبة والنأي عن الخبيث من الكلام مع الآخرين، فلربما أثر كلمة يكون أبلغ بكثير مما نتخيل على متلقيها.

نحن أيضاً لا نعلم قدر تأثر كل فرد بما يتلقاه من الآخرين، فالناس متفاوتون، ونحن لا نعلم ما التراكمات النفسية والفكرية التي عاشها أحدهم ليجعل منه حساساً تجاه أمور ولا مبالياً أو غير متأثر كثيراً بأخرى. نحن لا ندري كيف تتفاعل كل تلك الأشياء في كيمياء مجهولة العمق وعلى وجه الحقيقة المطلقة. وكيف أن الروح تمرض الجسد إذا انكسر فيها شيء أو اعتصر منها.

* اختلاج النبض:

لو نظرنا للأمور بعين البصيرة والحكمة، وعلى مستوى روحي مجرد لأدركنا الضرر الذي قد نلحقه بأحدهم، ولأدركنا الحكمة العميقة الكامنة في التصدق بالابتسامة وفِي منح جبر الخواطر تلك المرتبة العالية في ديننا وفي وضع نظام التعاملات مع الناس.