مريم بوجيري

لشهر رمضان في لبنان نكهة متفردة وخاصة، حيث تتنوع التقاليد بين الشمال والجنوب وتكاد كل منطقة تستأثر بطقوس معينة ويعود بعضها لمئات السنين.

حكت ليلى غسان، قصة إحياء الشهر الفضيل في بلد الأرز، حيث يبدأ استقبال الشهر بتزيين الشوارع والساحات العامة والمساجد خلال الشهر الفضيل، وتمتد البهجة من الشمال للجنوب فيستقبل اللبنانيون الشهر بوافر من الفرح والسرور، وتستعد المطاعم والمقاهي لاستقبال روادها وتحديداً في بيروت خصوصاً مع حب الناس للسهر.



وقالت: "يتم تجهيز البيوت قبل بدء الشهر الفضيل وتعمل السيدات على تحضير كل مايلزم من أوانٍ ومواد غذائية وخلق مادة غنية بالأصناف للأهل والأقارب والاصدقاء".

وعن أبرز التقاليد اللبنانية، تحدثت ليلى عن تقليد لبناني قديم يسمى "سيبانة رمضان" وهو تقليد قديم يجتمع فيه أفراد العائلة في العطلة الأخيرة من شهر شعبان ويخرجون في لمة نحو الشاطئ أو المتنزهات لتناول مالذ وطاب من الطعام ويصحبون جزءاً منه من بيوتهم ويقضون وقتاً طويلاً في هذه التجمعات كوداع لأيام الإفطار ويترافق الإعلان عن وصول رمضان بأجواء احتفالية شعبية تشهدها الكثير من المدن والمناطق اللبنانية يشارك فيها الكبار والصغار وتقام فيها العروض والمسابقات وتطلقها فرق كشافية تجوب الأحياء عبر فرق موسيقية.

وتزداد في الأيام الأولى من رمضان في لبنان دعوات الإفطار الجماعية بين العائلة والأقارب والأصدقاء، ومع قرب حلول الإفطار تتحول الأجواء داخل البيوت إلى سكينة في بعض الأركان ويثار الصخب في المطبخ اللبناني من المقبلات مثل الفتوش والذي يعد صديق المائدة اللبنانية الرمضانية على مدار الشهر الفضيل، إلى جانب شوربة العدس والتبولة والفتة وورق العنب وأنواع الكبب والأرز واللحم أو الدجاج إلى جانب الصيادية أو الشاكرية اللبنانية.

كما إن تقليد المسحراتي جزء من تراث لبنان الرمضاني وتقليد يتم احياءه على الرغم من التطور التكنلوجي ووجود بدائل أخرى، حيث يتطوع أحد أبناء الحي ويأخذ على عاتقه مهمة إيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور، وتنتشر فرق مصغرة في بعض المناطق تنشد وهي تجوب الطرقات، وتزدحم المقاهي والمطاعم بعد صلاة التراويح لتبادل الأحاديث والسمر والنقاشات الثقافية والاجتماعية.