في أواخر الثمانينات تعرفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون. وفي 1993 اشتريت كمبيوتراً وتصورت أنه اكتمل تاريخ هذا الجهاز العجيب. ورغم انخراطي في عالم الكمبيوتر إلا أنني لم أتفهم قول بيل غيتس إن اللاب توب سيكون شيئاً من الماضي. وهذا ما حدث مع الكمبيوترات اللوحية بقياس شبر في شبر. وفي نفس الفترة تقريباً ظهرت «سي ان ان، CNN» الإخبارية. وكانت قفزة إعلامية للمستقبل، ثم توالت القفزات بظهور وسائل التواصل الاجتماعي قبل عقد. وتسيد «تويتر» و «سي ان ان» مجال عمليهما. ولا يخفى على متابع أن وسائل الإعلام هي من يصنع أو يحطم رجال السياسة، لذا وبغطرسة حادة لم تحتفِ «سي ان ان» بوصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم، ثم تحول الأمر إلى صراع كان آخره إلقاء القبض على مندوب «سي إن إن» وتكبيله وسوقه إلى الاعتقال إبان تغطية المحطة لأحداث الشغب جراء مقتل جورج فلويد بعنصرية فجة، وعليه فقد انتصر ترامب على المحطة التلفزيونية ولم تسقطه قبل إكمال 4 سنوات كما وعدت وساندتها صحف «نيويورك تايمز» أو «واشنطن بوست». لكن الأمر المثير أن ترامب وبحرفة تاجر فتح له سبيلاً مجانياً للتواصل ليس مع مواطنيه بل مع العالم ومع موظفيه عبر تغريدات مثيرة للجدل متجاوزاً الإعلام التقليدي من خلال «تويتر». لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي امتداداً لحياتنا الاجتماعية، وللرئيس ترامب مثلت «تويتر» مطية سياسية حطم بها نفوذ CNN. ثم خربت الصحبة بينهم بعد أحداث مينابوليس، فكرر ما قام به الرئيس ريغان 1980 عندما فكك احتكار الاتصالات الدولية لشركة ITT تشجيعاً لقيام شركات اتصالات ضخمة أخرى، فانخفض سعر الدقيقة من 2.5$ إلى أقل من 1$. لقد أهدر ترامب دم «تويتر». صحيح أن هناك مشابهين لـ «تويتر» كمنصات للتواصل الاجتماعي، لكنهم لم يصلوا مرتبة منافسين، لكن انتقال ترامب ومتابعيه لمنصات غير «تويتر» سيوجع سيد منصات التواصل الاجتماعي بالتأكيد.

* بالعجمي الفصيح:

سيبقى عالم تكنولوجيا الاتصالات والتواصل لا سقف له، وإن نجح ترامب في حذف أو تعديل «المادة 230» في القانون الأمريكي والتي تحمي شركات التواصل الاجتماعي من المسؤولية عن المحتوى الذي ينشره مستخدموها فلنبحث عن بديل لـ «تويتر».

* كاتب وأكاديمي كويتي