من الأخطاء التي يعيشها أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وثواراً» اعتقادهم بأنه ليس من حق النظام الذي يسعون إلى إسقاطه الدفاع عن نفسه، فيعتبرون توظيف الحكومة للأدوات المتاحة لكل الحكومات في العالم عند محاولة جر البلاد إلى حالة عدم الاستقرار تضييقاً عليهم وإفشالاً لمسعاهم، وأن الصحيح هو ألا تفعل ذلك!

مثل هذا سهل استنتاجه من تغريدات الكثيرين منهم ومن الذي يقوله أولئك الذين يشاركون في «محافل حقوق الإنسان». فهمهم الضيق يجعلهم يعتقدون بأن من حقهم أن يفعلوا كل شيء ليسقطوا النظام، وليس من حق النظام الدفاع عن نفسه وليس للحكومة التي يتعرضون لها ليل نهار أن تستفيد من الأدوات المتاحة لكل الحكومات في العالم للقيام بدورها وواجبها. ولن يكون مستغرباً أيضاً لو قالوا بأن الصحيح هو أنه طالما أنهم عبروا عن رغبتهم في إسقاط النظام فإن على الحكومة أن تقف مكتوفة الأيدي، وعلى النظام أن يعلن إسقاط نفسه!

مؤلم أن يكون هكذا تفكير من يقدم نفسه «معارضاً وثائراً» وساعياً إلى «إحقاق الحق»، فبمثل هذا يؤكدون بأنهم دخلاء على العمل السياسي وأنهم أقحموا أنفسهم في بحر لا يجيدون السباحة فيه.

لا يوجد نظام في العالم لا يعمد إلى توظيف الأدوات التي يمتلكها كي يحمي نفسه من السقوط، والطبيعي هو أن كل حكومة تعمل على توظيف المتاح لها من أدوات كي تمنع الساعين إلى إسقاط النظام من تحقيق مرادهم. هذه هي قواعد اللعبة، من لا يعرفها أو لا يؤمن بها يؤكد أنه بعيد عن هذا البحر وأنه يعاني من فهم قاصر.

من هنا فإنه يسهل القول بأن كل التغريدات التي يعتبر أصحابها أن ما يقوم به النظام للدفاع عن نفسه وتقوم به الحكومة لمنع مريدي السوء من تحقيق ما يحلمون به «تسييساً وممارسة غير مقبولة» لا قيمة لها ولا تأثير.. وإن قالها الهارب دشتي في جنيف.