لقاء جميل جمعني بأول مهندسة زراعية في تاريخ البحرين م. زيبا الأمير خلال إعدادي لبرنامج يختص بتوثيق بعض الشخصيات البحرينية البارزة، ومع قليل من البحث والتقصي وصلت لصفحة على الإنستغرام اسمها نسايم البحرين، شدتني الصفحة من أول وهلة فالحساب ليس علمياً فحسب بل هو مبادرة بحرينية جميلة فريدة من نوعها هدفها الرئيسي تشجير البحرين وإعادة بعض الخضرة على وجنتها التي تكاد تختفي. بدردشة عفوية مع أم أمير لمست فيها شغفاً وحباً واهتماماً بالزراعة ونشر ثقافة الحدائق المنزلية وتشجير البحرين، بالإضافة إلى دوراتها التدريبية لربات المنازل ومراكز التطوع ومؤسسات المجتمع المدني التي حولت العديد من براحاتهم إلى رئة جميلة للأرض تسهم في إعادة التوازن البيئي الذي نفتقده. مما لفت انتباهي خلال حديثنا مبادرة نسايم البحرين لتشجير البحرين وتوزيع بذور من الأشجار والنباتات المعمرة التي تتناسب مع بيئة البحرين، حيث كانت زيبا تخرج عدداً من أكياس البذور في ذكرى رحيل والدها لتكون في ثوابه، ومع تكرار هذه العادة تطورت لتكون مبادرة على مستوى المملكة بل إلى جميع دول الخليج العربي. وتهدف مبادرة نسايم البحرين إلى توزيع 40 ألف كيس من البذور على المجتمع بل وعلى دول الخليج بأكملها، لتكون الأولى من نوعها على مستوى العالم ولو أنها حظيت بقليل من الدعم كانت لتدخل موسوعة جينيس كونها مبادرة بيئية جديدة من نوعها، ولكن كعادة أي مشروع تطوعي هناك العديد من المصاعب بل العقبات التي تواجه الأفكار الاستثنائية والمعنية بالبيئة وهي عدم وجود أي دعم لهذه المبادرة القائمة على الاجتهاد الشخصي ومساعدة بعض المتطوعين للقيام بعملية تنظيف البذور وتنقيتها ومن ثم تغليفها. وبالرغم من ذلك فقد تجاوزت هذه المبادرة بعض الصعاب واستطاعت المضي قدماً بسواعد المتطوعين إلا أنها فوجئت مرة أخرى بعدم تعاون عدد من المجمعات لعملية التسويق لهذه المبادرة البيئية الاستثنائية بل وقوبلت بطلب مبالغ كبيرة مقابل السماح لهم بتوزيع البذور في المجمع والتي من شأنها إعادة شيء من المسطحات الخضراء التي نفتقدها. جرتني هذه المبادرة إلى التساؤل بشأن بعض تلك النخيل المزروعة في وسط الشوارع والتي لا تضيف شيئاً يذكر لا من ناحية الجمال ولا من ناحية الخضرة وأغلبها تغلبت عليها الشمس وأصبحت هزيلة خاوية على سعفها، بينما هناك الكثير من الأشجار الخضراء جميلة المظهر صانعة للظل وملاذ للطيور يمكن زرعها في جميع شوارع البحرين بتكلفة أقل من جميع النواحي فلا هي تحتاج لكميات مياه وفيرة ولا هي تحتاج لاهتمام كبير وأثرها سيكون لطيفاً على العين وعلى الرئة.