وليد صبري




* "حزب الله" منظمة إرهابية تسفك الدماء لصالح إيران


* لا بد من تصنيف الحزب على لائحة الإرهاب في "القارة العجوز"

* "الحزب يعتبر أوروبا انطلاقة للأنشطة اللوجستية والمالية

* عقوبات أمريكية على شركتين تتصلان بـ "حزب الله"

* مسؤول المجلس التنفيذي لـ "حزب الله" بمرمى عقوبات واشنطن

كشف منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية السفير ناثان سيلز عن أن "حزب الله" اللبناني - المصنف على قائمات الإرهاب بحرينياً وخليجياً وعربياً وأمريكياً - يشكل خطراً كبيراً على أوروبا، لاسيما وأن "الحزب يقوم بتخزين نترات الأمونيوم في أوروبا"، مطالباً "الدول الأوروبية بضرورة تصنيف الحزب منظمة إرهابية".

وأضاف في إيجاز صحفي هاتفي بمشاركة "الوطن"، حول تهديدات "حزب الله" لأوروبا أنه "ليس هناك فارق بين الجناح العسكري والجناح السياسي للحزب"، داعياً "الدول الأوروبية أن تحذو حذو بريطانيا وألمانيا في مكافحة الحزب الإرهابي".

ونوه السفير ناثان سيلز إلى أن ""حزب الله" يجمع نترات الأمونيوم في أوروبا، منذ عام 2012، وقد قام بنقلها عبر بلجيكا إلى فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وإيطاليا"، موضحاً أن "حكومات دول أوروبية عثرت على شحنات وأعدمتها".

وحذر المسؤول الأمريكي الدول الأوروبية من أن "يعتبر "حزب الله" أوروبا نقطة انطلاق لأنشطته اللوجستية والمالية"، مشدداً على "ضرورة وجود تحركات جدية لدول القارة بهذا الصدد".

وقال إنه "من الممكن اعتبار أن حظر الجناح العسكري لـ "حزب الله" يحد من القدرة على تجميد أصول الميليشيات وإغلاق شركاتها الخارجية".

وشدد على أنه "يثمن تصنيف عدد من الدول للحزب منظمة إرهابية مثل صربيا والأرجنتين وكولومبيا وغيرها من الدول".

وكشف أنه "على مدى 8 سنوات ضبطت كميات من نترات الأمونيوم بحوزة عناصر تابعة لـ "حزب الله" في دول أوروبية وجرى تحريكها بين بريطانيا، ​بلجيكا​، ​فرنسا​، ​اليونان​، ​إيطاليا​ و​سويسرا​".

ولفت إلى أنه "بعد الدمار الهائل الذي سببه انفجار مادة نترات الأمونيوم في ​مرفأ بيروت​، نشدد بمطالبتنا على إجراء ​تحقيق​ شفاف وجدي".

وأكد أن ""حزب الله" ليس الحل للبنان​، بل هو سبب ​الأزمة​، وهو قام بإثراء نفسه على حساب ​الشعب اللبناني​، كما أنه ليس منظمة سياسية بل منظمة إرهابية تعمل على سفك الدماء بطلب إيراني".

وأشار إلى أن "دول أوروبية عديدة تشاركنا الرأي، أما فيما يخص ​الدولة​ الفرنسية، فأعتقد أن أهدافنا بالنسبة للبنان هي نفسها، نريد دولة تتمتع بالسيادة والاستقرار".

وتابع أنه "نعتقد أن التواصل أو الانخراط مع "حزب الله" يشكل عائقاً أمام الحل"، مضيفاً أن "لبنان يعاني من أزمة مالية واقتصادية بالإضافة إلى أزمة إنسانية بعد الانفجار المروع في ​المرفأ​، هدفنا أن نرى لبنان كدولة مستقلة، وأفضل طريقة بالوصول إلى ذلك هو بأن لا نشرعن "حزب الله" بل أن نعزله".

وأكد أن "العقوبات التي تفرضها أمريكا لا تفرق بين الجناح السياسي والعسكري للحزب، فهو منظمة إرهابية ككل، كما أن الحزب بذات نفسه لا يفرق بين الجناحين"، مبيناً أن "هدف العقوبات على كل المنظمات الإرهابية مثل "حزب الله" و"القاعدة" و"داعش"، هو منعها من جمع الأموال، نقل الأموال وإدارة شركات".

وتسبب انفجار ضخم ضرب مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي نتيجة انفجار شحنة ضخمة من مادة نترات الأمونيوم في مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6500، وفقدان العشرات، وتشريد نحو 300 ألف شخص ممن تدمرت منازلهم أو تضررت أو تصدّعت، بجانب خسائر قدرت بنحو 20 مليار دولار، استقالت على إثرها حكومة حسان دياب، في حين أشارت عدة أصابع اتهام إلى ميليشيا حزب الله بالوقوف خلف الانفجار بعد تمسكه بتخزين الكميات من نترات الأمونيوم بالمخالفة للقانون.

في سياق متصل، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على شركتين في لبنان مرتبطتين بـ "حزب الله".

وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية "OFAC" عقوبات على شركتي آرش كونسالتينغ للدراسات والاستشارات الهندسية ومعمار كونستركشن للهندسة والمقاولات، لكونهما مملوكتين أو مسيطراً عليهما أو موجهتين من قبل حزب الله.

بالإضافة إلى ذلك، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية سلطان خليفة أسعد، وهو مسؤول في المجلس التنفيذي لـ "حزب الله"، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشركتين.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين إنه "من خلال استغلال "حزب الله" للاقتصاد اللبناني والتلاعب بالمسؤولين اللبنانيين الفاسدين، يتم منح الشركات المرتبطة بالمنظمة الإرهابية عقوداً حكومية، وإن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة باستهداف حزب الله وأنصاره لأنهم يستغلون الموارد اللبنانية بشكل فاسد لإثراء قادتهم، بينما يعاني الشعب اللبناني من خدمات غير كافية".

ويؤدي إدراج الخزانة الأمريكية الأفراد والكيانات على لائحة العقوبات إلى عزلهم فعلياً عن النظام المالي العالمي، وتجميد أي أصول لهم تحت الاختصاص القضائي الأمريكي، وتحذير المؤسسات غير الأمريكية من التعامل معهم.

وفرضت أمريكا عقوبات على وزيرين لبنانيين سابقين، على خلفية ضلوعهما في الفساد ودعمهما لـ "حزب الله" الذي تصنفه أمريكا منظمة إرهابية.

والعقوبات الأمريكية هي الثانية من نوعها خلال شهر سبتمبر الجاري، والتي تفرضها واشنطن على حلفاء "حزب الله".