هدى عبدالحميد

"يعاني العالم منذ بدايات هذا العام من جائحة كورونا covid 19، وكان من أكثر الأخبار المطمئنة إلى حد كبير أنه لا توجد إصابات في الأطفال، ولكن مع تزايد الحالات واختلافها وامتداد وقت الجائحة حتى الآن، وعدم التوصل لعلاج أو مصل قاطع إلى الآن، فوجئ العالم بإصابات للأطفال وصلت فى الأيام الأخيرة إلى نسبة 30% من المصابين، وهو رقم كبير ويبعث على الخوف من تزايده، لذا بدأت فكرة العلاج والوقاية للأطفال، حتى حديثي الولادة منهم، وعدم التهاون فى ملاحظة أي أعراض تأخذ أهميه كبرى"، هكذا وصفت أخصائية الطب النفسي وعلاج الإدمان د.عين الحياة جويدة الوضع الحالي لإصابات الأطفال.

وأضافت جويدة لـ"الوطن": "مما لا شك فيه أن إصابة طفل تسبب ذعراً له وللمنزل، ومع الإجراءات الاحترازية والبقاء فى المنازل فترات طويلة لا بد من الأخذ في الاعتبار كيفية المحافظة على الاستقرار النفسي للطفل في هذه المرحلة. لا نصيبه بالذعر والفزع وتخفيف، الأعراض وهنا دور الأم والأب والإخوة، وخاصة لو تم عزله، ويجب إفهامه أنه مرض يمكن العبور منه بسلامة لو تعاملنا بهدوء، أما التغذية فتصبح لعبة تلعبها الأم بالألوان المبهجة الجميلة والرسم بالألوان وكتابة اسم الطفل على بالونات، وتغيير ديكور الغرفة بأشياء بسيطة لأكثر ما يحبه الطفل من شخصيات كرتونية وخلافه والتحدث إليه دائما بإيجابية عن طريق الفيديو كول بطريقة مبهجة، ما يزيد من استقراره النفسي ومناعته البدنية، وضرورة إبعاد الطفل عن كل ما يثير خوفه وفزعه.



وأوضحت: "مع بداية الشفاء نبدأ فيه زيادة أنشطة الطفل بالتدريج، وعمل بعض تدريبات الاسترخاء وزيادة تفاعله مع أصدقائه عن طريق السوشيال ميديا والفيديو كول، ونحرص على عدم التحدث عن التجربة بشكل يعيد الأفكار المفزعة لذهنه، فكلما تعافى الطفل نبدأ فى زيادة التفاؤل والتحدث عن الإيجابيات التى استفاد منها مثل تغيير سلوكات النظافة والعزل والطعام الصحي وتجهيز بعض المحاضرات الخفيفة، من خلال كلمات بسيطة ينصح بها أصدقاءه وأقرباءه من عمره ليشعر بأن ما حدث تجربة اختصه بها الله ليكون له دور فى توعية المجتمع، ما يرفع من معنوياته وحالته النفسية، ومن فترة إلى أخرى نعيد ترتيب الأفكار والحث على السلوك الصحي المستفاد، متمنية تمتع جميع الأطفال بصحة واستقرار نفسي وبدني للجميع".

من جهتها قالت استشارية الطب النفسي بقسم الأطفال والناشئة الدكتورة نيلة علي: إن الحالة النفسية للأطفال قابلة للتأثر بعدة عوامل، كالعمر والحالة العاطفية والمزاجية وقدرتهم على التكيف، وكذلك شدة المرض، ومدى تأثيره على أنشطة الطفل وحياته، بالإضافة إلى أهمية موقف أبويه والمحيطين به، مؤكدة أن الأطفال ليسوا بعيدين عن التأثر بتغيرات الحياة التي فرضتها خطة مكافحة الفيروس، ويجب على الأهل والوالدين السيطرة على القلق والهلع لديهم.

وأوضحت أن تأثير الأزمة والأخبار المتعلقة بها ليس واحداً على جميع الأطفال، بل يختلف بحسب عمر الطفل وشخصيته؛ فالأطفال قبل سن السادسة يتمتعون بخيال واسع، ويمكنهم تكوين أفكار خيالية عن الفيروس، ويتصوره وحشاً أو عملاقاً يأكل الناس، أو أن الأزمة قد حدثت بسبب خطأ ارتكبوه.

أضافت: "قد يشعر الأطفال بالقلق بسبب الجائحة، فإذا لاحظ الوالدان أن حالة القلق والذعر والحالة النفسية لدى الطفل مستمرة وتعيق حياته اليومية يجب عليهم استشارة طبيب نفسي أو أخصائي، وعدم الشعور بالحرج حيال ذلك".

ولفتت دكتورة نيلة إلى أنه قبل الحديث مع الطفل ينبغي على الوالدين معرفة وفهم الحقائق المتعلقة بالفيروس والاستعداد لشرحها بطريقة يفهمها الطفل، مع توفير عنصر الطمأنينة، وقد تكون هناك تساؤلات معينة في مخيلة الطفل لا يشاركها الوالدين، تلك الأسئلة مما قد يسبب له الخوف أو القلق، لذا عليهما المبادرة بطرح الأسئلة ومناقشته موضوعاتها معه؛ لكي تساعد طفلك على التغلب على الضغوط النفسية، في أثناء الأزمة لا بد من مراعاة عدة أمور، منها عدم تعريض الطفل لنشرات الأخبار، وعلى الأخص المرعبة أو المزيفة أو الشائعات.

ولمساعدة الطفل على تخطي الأزمة يجب الالتزام بنشاط رياضي وممارسة أنشطة محببة لدى الطفل، مثل الرسم والتلوين أو سماع الموسيقى، لتنظيم مواعيد الأكل والنوم والالتزام بجدول زمني ورديتين يومياً، ومساعدتهم على التواصل مع أصدقائهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا يقلق على علاقته الاجتماعية وابتعاده عن أصدقائه في هذه الفترة أدام الله الصحة والعافية على الجميع .