تناولنا في الأسبوع الماضي من خلال عمود إشراقة موضوع: التطوع في التدريس الإلكتروني، وقد نشر المقال يوم السبت 19 سبتمبر 2020، حيث استلمنا ردود فعل متنوعة وكثيرة من القراء سواء عن طريق الإيميل أو «الواتس أب»، أو «تويتر»، وقد استوقفتني تعليقات القراء، التي أجدها في حد ذاتها إثراء للموضوع، وهي تعطي دلالة على اهتمام المواطن البحريني بالعمل التطوعي بصورة عامة، والتطوع الإلكتروني بصورة خاصة، فلجميع من تفاعل مع هذا الموضوع التقدير.

وقد استوقفتني رسالة إحدى القارئات وهي القارئة «وضحة الجودر»، وأحببت مشاركة جميع القراء الأعزاء فيها لما تحمله من حماس وروح المبادرة الإيجابية، تقول القارئة وضحة في هذه الرسالة: «قرأت مقالتك اليوم «التطوع في التدريس الإلكتروني»،

حقيقة أرى التطوع يعكس مدى حب أبناء الوطن لنشر العلم والمعرفة في أرجاء مملكتنا الغالية البحرين، واقتراحك لعمل منصة للتطوع جميلة جداً، تبادل المعرفة أمر رائع... عندما قرأت مقالتك أحببت أن أشاركك عملاً بسيطاً عملته قبل سنتين «حقيبة الاحتياط الإلكترونية المجانية»، وقد أعطيت بعض المدارس نسخاً منها، ونشرتها على الإنستغرام للاستفادة، أحب نشر العلم خصوصاً بين طلاب الابتدائية.. كنت مبتعثة من قبل وزارتنا إلى جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام «تخصص: لغة عربية»، وتخرجت هذه السنة ولله الحمد بمرتبة الشرف الأولى، وأمنيتي أن أقدم لأبناء الوطن ما يمكنني تقديمه بما أمتلكه من إمكانيات...». «انتهت الرسالة».

الحقيقة أن هذه الرسالة استوقفتني كثيراً، وتأملت كل كلمة فيها، لما تحويه من حماس شديد لتبادل المعرفة والتعلم، وقد تمكنت تلك الطالبة الجامعية من إنتاج مادة تعليمية مساندة تعرض خلال الموقف التعليمي أجدها مفيدة بحكم خبرتي الطويلة في مجال التربية لاسيما في مجال المناهج وإنتاج المواد التعليمية، وكم أسعدني إصرارها على تعميم الفائدة للمعلمين، فقد وزعت تلك الحقيبة على بعض المدارس ونشرتها على «الإنستغرام» حرصاً منها على نشر هذه الحقيبة لتعم الفائدة، وقد بذلت كل هذه الجهود رغم أنها مازالت طالبة جامعية ولكن مبادرتها وإيجابيتها أدخلتاها للحقل التربوي باكراً، وهذا يدل على حبها للعطاء وإيمانها بمهنة التعليم، وكم أسعدني أنني أجد من يؤمن بالعمل التربوي ويجزل العطاء فيه بكل حماس رغم أنها لم تبدأ المشوار بعد، فبمثلها تتطور الممارسات التربوية، وبمثل هذه التربوية الواعدة نفخر ونأمل ونرجو منها المزيد من العطاء. والحقيقة أنه يوجد دائماً خلف أسوار المدارس بمملكة البحرين معلمون مخلصون مبدعون مؤمنون بمهنتهم وبرسالتهم التربوية النبيلة، وهذا يدل على أن وزارة التربية والتعليم تعزز إيمان المعلمين برسالتهم، وتعزز لديهم روح العطاء، فلجميع فريق العمل بوزارة التربية والتعليم التقدير لجهودهم التي أسهمت في الارتقاء بالتعليم، وعلى رأسهم سعادة وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي.. ودمتم أبناء قومي سالمين.