في ظهيرة يوم الخميس الموافق 30-7-2020 وهو يوم النفور من منى إلى عرفة، الموافق التاسع من شهر ذي الحجة من هذا العام 1441، حيث عودنا فضيلته دائماً وطوال الأسبوع على إطلالة متلفزة إيمانية من ما علمه الله تعالى، بدرس من الدروس التي استقاها من كتاب الله تعالى، ومن أحاديث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، يتناولها بتفسيرات تتعمق وتغوص في الآيات والأحاديث النبوية، لا بمعناها الظاهر الذي قد يفسره أو يفهمه القارئ العادي دون تروٍ.

كنت قد تمنيت لو أن درسه هذا خطبة يوم جمعة في أحد مساجدنا العامرة بذكر الله، ليتعظ الطالب من الموعظة الجائي لأداء صلاة الجمعة بذلك المسجد، أو المرأة التي في بيتها، وتحافظ على سماع الخطبة المنقولة، لتكون تذكرة يعيها المؤمن الصادق الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر.

مما قاله إننا نقرأ أو نسمع الآيات الكريمات والأحاديث النبوية الشريفة لكننا لا نطبقها، ومما قاله في ذلك اليوم المعظم وهو يوم عرفة، قول سيدنا محمد عليه السلام: «صوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»، وقوله عليه السلام «أتَدرونَ ما المُفلِسُ؟ إنَّ المُفلسَ من أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ، وزكاةٍ، ويأتي وقد شتَم هذا، وقذَفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضربَ هذا، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه، وهذا من حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليهِ، أُخِذَ من خطاياهم، فطُرِحَتْ عليهِ، ثمَّ طُرِحَ في النَّارِ»، وأضاف فضيلته هذا بالنسبة إلى حقوق العباد، أما الذي بينه وبين ربه تعالى من حقوق وواجبات فذلك راجع إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء تجاوز عنه.

أغلبنا ينشط ويتحرى ويستعد لصوم ذلك اليوم لنيل الجائزة الكبرى من الله تعالى، أقصد تكفير سيئاته بحق الآخرين الذين أساء إليهم، وقد تنسحب تلك الإساءة إلى أفراد أسرته، إذا طالت شرفه وعرفه، وهذا حتمي، لذلك غلظ الله جل وعلا عقوبة القذف والتجريح وشهادة الزور، حيث إن لا حجاب بينها وبين الله، فهل هناك من جريمة أكبر من جريمة شهادة الزور؟