خطاب سامٍ حمل مضامين عدة ورؤية مستنيرة لمستقبل الوطن وشعبه، ووضع خارطة الطريق لما هو قادم من تطورات في مجال العلم والتعليم ومجال العمل الحكومي، وما ينتظر أبناء البحرين من نجاحات ستتحقق بمشيئة الله.

خطاب بني على ثقافة الشكر وهذا ما جُبلنا عليه في وطن يقدر عطاء أبنائه، فجاء الشكر من قمة الهرم إلى جميع من يقطن هذه الجزيرة الوادعة، وفي مقدمتهم ولي العهد الأمين الذي قاد فريق التصدي للجائحة والتي أتعبت الكثير من الدول وأرهقت كاهلها، ولكن ولي عهدنا حولها من محنة إلى منحة، وأعاد من خلالها بناء سياسات تتناسب مع المتغيرات.

خطاب أشاد بالبنية التحتية التي أشرف عليها سمو رئيس الوزراء أمده الله بالصحة والعافية، حيث استمرت الدولة بذات الكفاءة، وواصل التعليم مسيرته التي بدأت قبل مائة عام، واستمر أبناؤنا الطلبة في تحصيلهم العلمي دون تأثر أو تعثر.

خطاب حمل بشكل واضح نظرة استشرافية للمستقبل، ورسم صورة لما هو مطلوب ومهم، فبدءاً بعلوم الفضاء والبيئة، مروراً بالطاقة الذرية واستخداماتها السلمية، ووصولاً إلى الاقتصاد وسياسات التعاون الحكومي مع القطاعات الخاصة، وفي خضم تلك المهام الجسيمة أكد الخطاب السامي على دعم الشباب من خلال تمكينه في العديد من المجالات، بل وابتكر صندوقاً يستثمر في طاقاتهم ويحفزهم على الابتكار.

خطاب رصين ذو أبعاد حكيمة لا يصدر إلا من قائد ملك قلوب شعبه، وحمل على عاتقه السلام والتعايش والعدل والمساواة، حيث جاء رد الجميل سريعاً ومباشراً وذا منفعة عامة عبر توجيه جلالته الجهات المختصة بإنشاء مشفى ومركز متخصص في مجال الأمراض المعدية، ويوثق في صرحه أسماء كافة الداعمين لحملة فينا خير.

الخطاب السامي يضع المجلس الوطني بغرفتيه النواب والشورى أمام طريق واضح محدد المعالم، طريق يتطلب سن التشريعات الملائمة للمرحلة القادمة، والتي يتبين من خلال الخطاب بأنها مرحلة عنوانها النجاح والرقي والعمل للمستقبل الجميل الذي وعدنا به جلالته ونشهد يوماً تلو الآخر علو بنائه طبقة بعد الأخرى.

هذا هو حمد بن عيسى، عندما يسبق بفكره طموح الشعب ويوجه بتحقيق طموحات أكبر .