نحن وليس غيرنا من بيده تقليل أو زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد19). فالأمراض والأوبئة تنشط وتخمل حسب الظروف المحيطة بها، فكلما حصلت الفيروسات على محفزات وعوامل مباشرة لبقائها وتمددها فإنها ستظل وتبقى، وهذا بشكل كبير يعتمد على مدى استجابة المجتمع لهذه الأسباب العلمية والموضوعية. أمَّا أن نُهمل العمل بالأسباب والمسببات ثم نرجوا زوالها فإن ذلك يعتبر نوعاً من أنواع الجهل.

إننا اليوم نراهن على وعي المجتمع والذي نطلق عليه «مجتمع واعي»، في استيعاب هذا المفهوم بشكل واضح وصريح وقوي، وأن نعمل جميعنا في البحرين على تنفيذ التعليمات الصادرة من الدولة بخصوص مواجهة (كوفيد19)، حتى يمكن لنا اختصار الوقت والجهد والتكاليف، والأهم من كل ذلك حياة الإنسان.

نحن مدعوون بكل قوة لأجل اتِّباع التعليمات الرسمية لأجل هذا الغرض، وأن يكون التزامنا شعارنا للمرحلة الحالية. إننا نؤكد على سلامة وعي مجتمعنا البحريني، وهو ما أثبته بشكل سلسل خلال الأسابيع الماضية، حيث استطاع تخفيض نسبة الإصابات بشكل لافت جداً، وهذا الأمر ينم عن مدى وعينا وحرصنا الشديدين على أن تظل البحرين خالية من هذه الجائحة، ونحن قادرون على ذلك وأكثر.

أيضاً، يجب الانتباه لأمر في غاية الأهمية، وهو أن الدولة حين تفتح بعض الأنشطة المتعلقة ببعض التجمعات على مراحل، فإنها تقوم بفتحها بطريقة تدريجية وسلسة وعلمية، وعليه يجب مراعاة هذا التدرج، وعدم الاندفاع فيه أو مخالفة أحكامه واشتراطاتها. إن فتح المزيد من الأنشطة على مختلف الأصعدة في البحرين، يعتمد بشكل أساسي على مدى استجابتنا للتعليمات الطبية التي تصدرها «اللجنة التنسيقية»، وليس على حسب رغباتنا.

من المهم والضروري على الجميع، هو الالتزام بشكل حرفي مع كل القرارات الطبية والصحية في مملكة البحرين. نحن نحتاج لقليل من الصبر فقط، من أجل «تصفير» الوطن من هذه الجائحة، فاليوم وحسب ما نشاهده بأن أعداد الإصابات آخذة في الانخفاض بشكل لافت، وهذا يدل على أن الناس في وطننا الغالي بدأت تستوعب «الفكرة الصحية»، وهو أنه كلما التزمنا بتعاليمها، كلما انخفضت نسبة الإصابات بالفيروس بشكل كبير جداً. وهو المطلوب للوصول «للصفريَّة».