الآن المقاطعة فرنسية وبالأمس نرويجية وقبلها دنماركية وغيرها كثير من دول أوروبية أو أمريكية. والأمر لا يقتصر فقط على المنتجات الغذائية والملابس التجارية والعطور الفرنسية والمشروبات الغازية ومن باب التذكير فقد دخلت أيضاً مقاطعة المسسلسلات التركية لإحدى الدول العربية ولأسباب سياسية.

وتأتي المقاطعة وتصبح ترند المرحلة التي نعيش بها، فهي تعتبر الحل السلمي والسليم، المبدأ الصامت والمدوي أكيد، المثال الذكي والذي لا يحملنا أي تكاليف غير أننا نحفز النخوة الوطنية أو الإيمانية التي بحوزتنا ومحرك البحث الفكري الخاص لدينا والعمل على إيجاد منتجات بديلة، وهذا أضعف وأبسط وأسهل الأمور التي يمكن أن نفعلها من باب الاحتجاج الصريح لما تم الإدلاء به من تصريحات مسيئة بحق أشرف الأنبياء المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.

ولكن السؤال الذي لطالما جال في خاطري، كم هي المدة المستغرقة لدينا نحن العرب كي نبقى لإعلان المقاطعة من المنفذين؟ ألسنا نحن من ندعي بأن ذاكرتنا ضعيفة والنفس لدينا قصير!!

حقيقة فالمنتجات الدنماركية عادت تزين أرفف المحلات التجارية، والمشروبات الغازية التي قيل إن اسمها يترجم ثقافة لا تتناسب مع معتقداتنا ها هي لا تزال تتربّع موائدنا الشهية، ومحلات بيع القهوة ذات البنت الإغريقية تعتبر الرقم الأول بين مبيعاتنا اليومية.. وماذا عن المدارس الأجنبية التعليمية والمراكز الثقافية؟ هل سيسري عليها أيضاً مبدأ أعلناه ومن دون تحريف «يا زعم» نفذناه؟ والرحلات العائلية أو الرومانسية هل ستبقى باريس وجهتنا السياحية كما هو الحال مع دول أعلنا مقاطعتها أمس الأول وعدنا لزيارتها بالأمس؟

المقاطعة الحقيقية والأبدية من وجهة نظر شخصية، هو أن نكون عصبة متحدة، ندعم بعضنا بعضاً، نقاطع القتل والغش والكذب والنفاق والاحتيال والسرقة والنهب بكل ألوانه وأطيافه. إن كنا نسال عن المقاطعة، فلنضع بالحسبان محطات مهمتها تسويق برامج وفعاليات تنافي عاداتنا وإسلامنا ودين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

يا سادة يا كرام.. إذا أعلنا تطبيق المقاطعة فلنسمح لأنفسنا بأن نطبقها بالشكل الصحيح، مقاطعة على جميع الأصعدة ومن دون أن يصيبكم تأنيب ضمير على من كانوا لنبينا وديننا من المعتدين الآثمين، ولنعمل على نشر المعلومة بين الكبير والصغير، لعل تصرفنا الشريف يكون عبرة للحاقدين يسجله لنا التاريخ بذمة وضمير.