خالص تعازينا ومواساتنا إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء حفظه الله، والأسرة المالكة الكريمة في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، الذي بفقده فقدنا قائداً حكيماً قدم كل عمره في خدمة بلاده ومليكه عبر مسيرة طويلة من العطاء والإنجازات الخالدة للبحرين، فلا عجب أن ينعيه كل العالم ويشيد بمناقبه وما قدمه من عطاء غير محدود لوطنه ومليكه ولهذا الشعب الكريم.

وعزاؤنا في هذا المصاب الكبير هو جلالة الملك المفدى الذي نستمد منه بعد الله القوة في الشدائد والثبات وقت الصعاب، ومواصلة العمل الدؤوب والمخلص لخدمة البحرين بكل تفانٍ وإخلاص، فهذه كانت أيضاً نصائح وتوجيهات ووصايا الأمير خليفة بن سلمان رحمه الله، لذلك فإن البحرين في المرحلة المقبلة ستسير بثبات وتطلع نحو المستقبل، متكلين بعد الله على حكمة وحنكة جلالة الملك المفدى وتطلعات ورؤى سمو ولي العهد رئيس الوزراء، الذي عمل عن قرب وكثب مع فقيد الوطن في إدارة دفة العمل الحكومي، واستطاع بذكاء وفطنة سموه المعهودة مواصلة البناء بأسلوب مميز فساهم في إحداث نقلة نوعية متطورة لمفهوم العمل الحكومي، بما يلبي تطلعات وثقة جلالة الملك المفدى والشعب الوفي.

إن مملكة البحرين بفقدان خليفة بن سلمان فقدت قائداً ورجل دولة من الطراز الأول، ووالداً لنا جميعاً، فخسارة هذا الإنسان صعبة ومؤلمة على شعب لم يتعود أن يغيب عنه خليفة بن سلمان، ولكن هذه إرادة الله ومشيئته ولا نملك إلا الدعاء لسموه بالمغفرة والرحمة، وإن غاب سموه عن أعيننا فلن تغيب نصائحه وتوجيهاته السديدة عن بالنا والتي دائماً ما كان ينصح ويوجه ويوصي بها هذا الشعب - لبعد بصيرته رحمه الله - على تقديم الجميع كل طاقته وجهده لخدمة مليكنا المفدى ووطن بكل إخلاص وتفان ودون كلل أو تقاعس، لذلك نحن بمشيئة الله سائرون على نهج سموه، فرحمك الله يا خليفة بن سلمان يا من عززت لدينا تحمل مسؤولية الحفاظ على وطننا والدفاع عنه والولاء والانتماء له وغرست فينا أهمية تقديم أقصى جهودنا وعطائنا لخدمة بحريننا، وهذا الغرس أثمر كثيراً ولا يزال يثمر ولن يتوقف عطاء البحريني عن خدمة بلاده ومليكه بإذن الله.