أكد رئيس قسم الإعلام والسياحة والفنون في كلية الآداب بجامعة البحرين د. كمال الغربي، أهمية ربط مخرجات التعلُّم بالمشاريع الرائدة في المنطقة والعالم، للاستفادة منها، مشيداً بتجربة الجولة الافتراضية في متحف اللوفر أبو ظبي التي نظمتها سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لطلبة القسم.

وشارك 120 طالباً وطالبة من تخصص الفنون والتصميم ومجموعة من أساتذة الفنون والتصميم من القسم في الجولة التي جرت عن بعد باستخدام منصة مايكروسوفت تيمز.

ونوه د. الغربي بأسلوب المتحف في عرض المقتنيات الفنية بطرق سردية، وتقديمها من نواحٍ عدة تأريخية وتأصيلية ونقدية، وهو الأمر الذي يعود بالفائدة على الطلبة في هذه التجربة المميزة.



وكان مدير المتحف مانويل راباتي، قدم عرضاً بشأن متحف اللوفر أبو ظبي الذي استقطب في عامه الأول مليون زائر وتحوَّل سريعاً إلى إحدى أهم الوجهات السياحية والثقافية في دولة الإمارات، منوهاً بالشراكة الوثيقة التي تجمع متحف اللوفر أبو ظبي مع مجموعة كبيرة من المتاحف الفرنسية أهمها متحف اللوفر.

ولفت راباتي إلى أن تلك الشراكة تمتدُّ لتشمل متاحف أخرى في المنطقة العربية؛ منها تلك التي أُقيمت مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، معبراً عن تطلُّعه لشراكة يرجوها قريبةً مع مملكة البحرين؛ خصوصاً أن حضارة دلمون واحدة من أهم الحضارات التي تحظى باهتمام المتحف، وهي التي أدرجت على لائحة التراث العالمي.

واعتمدت الجولة الافتراضية - التي جرت برفقة كبير مرشدي المتحف محمد حسن المدحاني ومشرفة جولات المتحف دينا محمد تركية - على الصور والفيديوهات ثلاثية الأبعاد.

وقدم المرشدان عرضهما بأسلوب تفاعليٍّ يقوم على فكرة عرض المقتنيات والمعروضات وسرد القصص المرتبطة بها وفقا لتسلسل زمنيٍّ حيث أبرزا أهم المقتنيات المعروضة حالياً بما يغطّي أهم القاعات في المتحف. وأكدا خلال مختلف السرديات أهمية العرض الثقافي في أسلوب عمل المتحف وممهِّدات التبادل الثقافي والحوار بين الحضارات والثقافات.

وبدأ المرشدان الزيارة من القاعة الكبرى التي أُريد لها أن تعبِّر عن أوجه التشابه بين الحضارات القديمة فيما يتعلق بنمط الحياة اليومية وعرضا مثال أقنعة الموت الذهبية التي تتشابه رغم التباعد الجغرافي والزمني، من شمال الصين ولبنان وسوريا والبيرو.

وختما الجولة بالحديث عن فلسفة تصميم المتحف التي استوحاها المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل من فن العمارة العربية الإسلامية، حيث أعطاه شكل المتحف-المدينة بحيث يمشي فيه الزائر عبر الممرات البيضاء المطلَّة على البحر. كما أضاف إليه القبَّة التي تستقيم فوق أربعة أعمدة وتتكوَّن من 7850 قطعة معدنية تتقاطع في مستويات ثمانية بحيث تسمح للنُّور بالتسلل كما تفعل النخيل التي تتعانق جذوعها وسعفها في واحات الإمارات.

ويعد متحف اللوفر أبو ظبي منجزاً ثقافياً رائداً، وتجربة فريدة في المنطقة العربية، وهو ثمرة تعاون وثيق بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية، أعارت بموجبه الحكومة الفرنسية اسم اللوفر لمدة ثلاثين عاماً.

مخرجات التعليم، التعليم العالي.