مهلاً أيام عمري ففي جعبتي الكثير في مسير الخير.. مهلاً فقد أسدل الستار مجدداً على حكاية عام جديد من أعمارنا، هذا العام المميز في كل شيء والذي سيظل خالداً في ذاكرة التاريخ وفي فصول الأجيال الصغيرة التي عرفته بعام «كورونا» وبرقم مميز ستظل مواقفه المتشابكة محفورة على جدران الحياة. فعندما نكتب عن زمن «كورونا» فإنما نكتب عن سنة استثنائية في كل شيء خلفت من ورائها العديد من الذكريات المؤلمة بطابعها العام، وفي نفس الوقت فهي «الملهمة» لأنها أعطتنا دافع الأمل الذي كنا نبحث عنه منذ فترة طويلة، وألهمتنا بخيال السلام والمحبة وبدافع الحراك الذاتي المحفز الذي سلط الأضواء على ثغرات عديدة غفلنا عنها في أيام الحياة المتسارعة بل أضحت مهملة في طي النسيان!!

أجمل ما في هذا العام أن القناعات تغيرت تجاه العديد من مواقف الحياة وتجاه طبائع الأفراد، وأعدنا النظر في علاقات كانت قائمة أشغلتنا عن معالي الأمور، كما انتبهنا إلى ذلك المارد المخفي داخل ذواتنا، كنا حينها نتكاسل أن نسمع صوته وننصت إليه، أو على الأقل نتصالح ونتسامح معه، ليس من أجل الآخرين بل من أجل نفس تريد أن تصحح مسارها وتنتبه إلى عمرها الذي ستسأل عنه في موقف الحساب. نعم فالمرء سيسأل عن «عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه» إنها حقيقة حتمية من المؤلم أن يمر علينا يوماً دون أن نعرض أعمالنا على هذا الميزان. يكفي يا سنة «كورونا» أن الذات قد أعادات حساباتها من جديد وأمسكت بقلمها لتكتب ملامح سعادتها وجمال قلبها ومبادراتها ومشروعاتها التي لم تر النور بعد. يكفيني أني صححت المسار وأصبحت أكثر قوة من قبل فلا أعبء بتلك الترهلات الساذجة التي يحاول البعض أن يرميها في طريق الإنجاز والنجاح.

شئت أم أبيت فإنك سترحل يوماً ما وستكون نسياً منسياً، فتأمل سرعة الأيام وانقضاء السنوات والأعمار، وأعد العدة من أجل منزلة عالية هناك في الفردوس الأعلى تتقلب في نعيمه. هذا الهدف الذي يجب أن تعمل من أجله وما سوى ذلك فهو غثاء كغثاء السيل. اجعلها سنة عامرة بمبادراتك وصناعة النجاحات تلو النجاحات من أجل الله وحده فقط لا من أجل البشر، فلا تضيع وقتك في الدوران حول توافه الأمور، ولا في سرد المبررات في مواقف الحياة، ولا تشغل نفسك بالقيل والقال وبفصول الحياة «القلقة» فإن بين جنبيك نفس تعشق السلام والمحبة والتحدي في عمل الخير، فلا تظلمها بانشغالاتك التافهة، واحرص أن تكون «صانعاً لميادين الخير» وملهماً في حياة الآخرين تصنع الأثر وتتركه لأجمل الذكر، كما بدأت مسيرتك في عمل الخير يوم أن كنت طفلاً.. كنت حينها صفحة بيضاء تعشق الخير وتحب أن تكون حمامة الخير في سماء الأمل.

فقط تذكر.. أنك اليوم ولدت من جديد من أجل الخير.

* ومضة أمل:

اللهم اجعل يومنا خيراً من أمسنا، وغدنا خيراً من يومنا، واجعلها سنة خير وبركة وسعادة وتوفيق، وارفع عنا برحمتك هذا الوباء وغير حالنا إلى أحسن حال، وكل عام وأنتم بخير.