سنة 2020 هي سنة استثنائية وغير قابلة للنسيان وهذا شيء أكيد، والأكيد أن هناك إجماعاً من كل البشرية قد يكون لأول مرة وعلى رغبة واحدة، بأن تكون السنة المقبلة 2021 أفضل من سابقتها.

ومع بداية السنة الجديدة آمال جديدة، دعونا نستذكر أهم أحداث 2020 التي مرت وكانت ذات صدى وزخم دون ذكر «كورونا» فهي باقية وتتمدد، وذلك من باب توثيق وتدوين هذه الحقبة الزمنية التي كانت درساً وامتحاناً للجميع.

بداية 2020 لم تكن تبشر بالخير، هذا ما تردد في أول أيام يناير، العالم كان شاهداً على كارثة حرائق غابات أستراليا، وإن كانت بعيدة عنا إلا أنها مأساة وخسارة عالمية، حيث خسر العالم فيها مساحة خضراء تناهز مليون فدان «ما يعادل مساحة دولة بحجم سوريا»، وقتل فيها المئات من البشر وأكثر من مليار حيوان.

ثم جاءت توقعاتٌ كبيرة بأن تقوم «الحرب العالمية الثالثة»، فبعد عملية استخباراتية أمريكية أدت إلى مقتل القيادي الإيراني «قاسم سليماني»، توقع العالم بأن تشتعل الحرب بين قطبي العالم الرأسمالي والاشتراكي حلفاء إيران التي توعد بالرد والانتقام وتحويل القواعد الأمريكية في المنطقة إلى مقابر. إلا أن الرد الإيراني كان أكثر لطفاً على الجانب الأمريكي مما توقع العالم. لتخمد مؤقتاً تهديدات إيران الانتقامية.

التهور الإيراني أدى إلى إسقاط الجيش الإيراني طائرة ركاب مدنية أوكرانية كان على متنها 176 مدنياً، اعتقاداً منه بأنها صاروخ باليستي.

بعدها صدمنا بكارثة انهيار أسعار النفط الأمريكي في الأسواق العالمية، حيث وصل سعر برميل النفط أقل من «صفر»، كارثة وإن لم تستمر أكثر من يومين إلا أنها تسببت في لحظاتها الأولى إلى ربكة وتخوف خاصة لدى الدول المنتجة والمعتمدة على النفط.

بالنسبة للعرب ربما، كان انفجار بيروت واقعة فريدة لم تشهدها الأجيال الحالية طوال السنوات الماضية، توقعنا الكثير بعد هذا الانفجار والخسائر في الأرواح والممتلكات، إلا أن الصدمة كانت كما هي دائماً بأن حال العرب لا يتغير مع أشد الانفجارات.

أتى بعد ذلك حدث فردي إلا أنه هز جميع أركان الولايات المتحدة الأمريكية، فبعد أن قتل المواطن الأمريكي جورج فلويد على أيدي الشرطة الأمريكية، ظهر للعالم قبح العنصرية والطبقية في المجتمع الأمريكي على مستويات مؤسسات الدولة والمجتمع، مما حول المدن الأمريكية إلى ساحات عارمة للتظاهر لعدة أسابيع، حتى توقع عدة محللون عرب «الفلتات» نهاية أمريكا وسقوطها.

وبالنسبة إلينا في مملكة البحرين كانت وفاة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، وطيب الله ثراه، من أكبر المصائب، وسبقه أن خسر أهل الخليج في يناير سلطان عمان قابوس بن سعيد ثم أمير الكويت صباح الأحمد الصباح.

شكراً 2020، لم تكوني مثالية، وحملت الكثير من الآلام، إلا أنك كنتِ مرحلة جعلت من العالم يتقدم سنوات وربما عقودا، فلولاكِ لما فكر كثير من المسؤولين في التغيير، ولولاكِ ما اكتشفنا أن كثيراً من الأمور في حياتنا كانت كماليات وشكليات عقدنا أنفسها بها وتصورنا بأننا لن نستمر دونها.