نشر جمعية الوفاق - التي لم يعد لها وجود قانوناً - صوراً في «تويتر» والادعاء بأنها «لمشاركين في مظاهرة خرجت للتعبير عن رفض إقامة علاقة مع دولة إسرائيل والاحتجاج على تعيين ممثل لإسرائيل في البحرين» خطأ يسيء إلى من يعتبرون أنفسهم «معارضة» لأن الخبر غير صحيح، فمثل هذا الأمر لم يحدث ولم يسمع به أحد إلا في المواقع والفضائيات التي تعمل على الإساءة للبحرين، ونفته وزارة الداخلية. ومع هذا يمكن غض الطرف عن هذا الذي تم نشره. لكن ما لا يمكن غض الطرف عنه هو تضمين ذلك الخبر عبارة إن المتظاهرين «حذروا من سموهم الصهاينة بأنهم لن يكونوا في مأمن على أرض البحرين»، فهذه العبارة تحريض صريح ودعوة مرفوضة لممارسة العنف والإرهاب. لهذا ينبغي من الجهات المعنية بالأمن التحقيق في هذا الأمر ومحاسبة المتورطين فيه.

العلاقة مع دولة إسرائيل حقيقة واقعة، فالبحرين وقعت معها اتفاقاً شهده العالم أجمع، ومن الطبيعي أن يعقد المسؤولون في البلدين الاجتماعات التي من شأنها أن تعزز من الاتفاق وتسهم في تطوير العلاقة بينهما، ومن الطبيعي أن يتم تبادل السفراء، وهو أمر أعلن عنه وزير الخارجية بوضوح عندما زار تل أبيب في نوفمبر الماضي حيث قال إنه تم الاتفاق مع المسؤولين في إسرائيل على تبادل السفارات ومنح تأشيرات للمسافرين من الجانبين. وليس اجتماع وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية بالقائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في المنامة إلا تأكيداً على المضي في ذلك الاتفاق.

الأمر الذي يصعب على ناشري ذلك الخبر فهمه واستيعابه هو أن إقامة علاقة مع إسرائيل «إنجاز تاريخي يساهم في دفع عملية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، لهذا لن يكون مستغرباً قيامهم بنشر أخبار مماثلة والقول بأن «محتجين» قاموا برفع لافتات للتنديد وأحرقوا أعلام إسرائيل.

العلاقات السياسية والاقتصادية مع إسرائيل تتنامى ولا يمكن لمثل تلك الأخبار المفبركة أن تؤثر عليها.