‏هناك جزء من الحقيقة نرفض سماعه أو قراءته أو إعادة النظر فيه، الإنسان لا يملك المعرفة بمجرد التفاعل مع مصادرها بل بتملك إرادة المعرفة التي تحررنا من التحيز إلى الذات وإلى أفكارنا، عدم المعرفة ليس جهلاً بل الجهل هو أن نكون رهائن الأفكار التي جوهرها التغير، ‏فمن الافتراض أن الصحة في ذلك بأننا رهنُ الأفكار المطروحة، وإن عملية إعادة برمجة وابتداع أفكار نوعية مُغايرة يجب أن تُقام لقيام النقلة النوعية لهذا الجيل بالخصوص ‏"العقل رهنُ أفكاره ونتاجهُ أنت".

ما زالت تمتلِكُنا الثقافة المستعبدة التي ينتج عنها معرفة محدودة محيطة بهذه الثقافة فالتطور الثقافي المعرفي اليوم محصور على ما هو موجود من أفكار وثقافة وثوابت كانت هنا أم كانت من الخارج، يفتقر شباب اليوم إلى القراءة بشكل كبير جداً وإلى إنتاج المحصول المعرفي المُفيد والمُفاد للشباب بشكل عام، إن النتاج المعرفي اليوم إما تكاملي أو تطويري فلم نرَ في مجتمعنا إلى الآن معرفة متبادلة تنتج مجتمعاً واعياً بالمعرفة التي يستطيع بها الاستغناء عن كُل ما هو ثانوي وبناء قوي رصين بالأولويات التي يجب علينا أن نغرسها في بعضنا البعض قبل نقلها للجيل القادم، مثال على ذلك نرى اليوم في الصين أكثر من 50 مجموعة عرقية في الصين إلا أنـهم محافظون على العادات والتقاليد في الحضارة الصينية مـع أهم عنصر وهو فرض احترام الثقافة الصينية مع الذهول الكبير للمعرفة التي يمتلكها الشعب الصيني رغم وجود ثقافة التعرف على الثقافات الأخرى ولـكنهُ يكّون مؤثر غير متأثر وهذا ما يجعل الشعب الصيني شـعـب مبتكر متطور مثابر.

إن هذا التفكير المعرفي قادر على التغيير في الساحة العلمية والعملية وتظهر نتائج عامٍ بعد آخر بتكوين مجتمع واعٍ مثقف متزن قادر صلب مفكر منتج يقود العجلة المستقبلية بشكل صحيح وناجح في مواجهة المخاطر والصعوبات المستقبلية أياً كانت، فكما ورد عن نبي الأمة محمد (ص): "فضلُ العلْمِ أحبُّ إِلَيَّ مِنْ فضلِ العبادَةِ، وخيرُ دينِكُمُ الورَعُ".



وللحديث بقية..