- ابتكرت جهازاً محمولاً لفحص وظائف الرئة

استضافت لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة المهندسة زهراء المخرق صاحبة اختراع جهاز محمول لفحص وظائف الرئة، والحاصلة على درع التميز الأكاديمي من جامعة بوليتكنيك البحرين ومقدمة دورات مختلفة في مجالات العلوم في داخل وخارج البحرين.

وقالت المخرق: «الجهاز بشكل عام هو من الأجهزة الطبية الموجودة في المستشفيات، يستخدم لفحص وظائف الرئة مثل سعة الرئة وكمية الهواء في عملية الشهيق والزفير، يتم استخدامه بعد خطة علاجية تتكون من عدة مراحل للتأكد من اتباع المريض للخطة بشكل صحيح ولمراقبة حالته الصحية ومدى كفاءة الخطط العلاجية، وكذلك يستخدم الجهاز بعد العمليات الجراحية لقياس مدى عمل وظائف الرئة، ما قمت بصناعته هو جهاز محمول spirometer مخصص بشكل خاص للأفراد عكس الموجود، حيث يمكن الاستفادة منه في المنزل دون الحاجة للذهاب للمستشفى والالتقاء بالطبيب بشكل مباشر، فالجهاز مصمم لإعطاء التعليمات للمريض ومعرفة كيفية ممارسة العلاج من المنزل، ويمكن المريض أخذ علاجه بشكل صحيح وسليم مع مراقبة أهم النتائج من خلال الرسم البياني الموجود في الجهاز، مع إمكانية حفظ النتائج السابقة لعملية التشخيص لعرضها على الطبيب المختص لمتابعة الحالة الصحية أو لتغيير العلاج.



تضيف المخرق: «قدمت الخدمة في زمن «الكورونا»، نتيجة الصعوبات التي قد تواجه المرضى في عملية الذهاب للمراجعة في المستشفى، بهذه الفكرة يستطيع المريض أخذ القراءات الخاصة به من خلال البرنامج المرفق مع الجهاز من المنزل وإرسالها للطبيب، كما يسهل عملية أخذ الفحوص كون الجهاز موجودا في المنزل، الفكرة الأساسية للجهاز هي تغيير نمط الحياة والعادات الخاطئة لمرضى التنفس، حيث بإمكانهم متابعة حالتهم الصحية في جميع الأوقات، وسيكون ذلك كنوع من أنواع التمارين التدريبية للسير على نمط تنفس معين لتطوير العادات السيئة وأسلوب الحياة بشكل عام، من خلال الجهاز وفرت على المريض الوقت بدل الذهاب للمستشفى، للجهاز برنامج إلكتروني خاص يحفظ أهم المعلومات، حيث عمدت إلى صنع البرنامج بدون الحاجة للرجوع لذاكرة الحفظ «SD card» إذ يمكن للبرنامج حفظ المعلومات بشكل أوتوماتيكي، استفدت من دراسة الهندسة لتفعيل هذه الخاصية إذ كان لا بد من استخدام أدوات ومكونات إلكترونية معينة لحفظ المعلومات في البرنامج، لترسل بشكل مباشر لـ«سيرفرات» المستشفى والخطة الآن في مرحلة التطوير.

وأضافت: «في بداياتي كنت أعمل في شركة بحرينية متخصصة في إنتاج prototype «نموذج مبدئي» للمنتجات التي ستوجد في الأسواق، خلال العمل معهم سألت المسؤولين عن إمكانية عمل مشروع التخرج معهم وقد رحبوا بالفكرة وناقشنا عدة أفكار، لحين التوصل لفكرة المشروع السبايرو ميتر «مقياس التنفس»، أحسست بأنه مشروع ذو قيمة ومن الممكن تطويره في المستقبل، في فترة التدريب حاولت الدمج بين تخصصاتي والعمل على تطبيق أفكار جديدة للتدريب والعمل على في مشروع التخرج، بعد التخرج أيقنت بأن هذه الأمور هي التي تصقل شخصية الإنسان وتوسع مداركه ومعارفه وتكشف ذاته.

وبينت: «أنا خريجة جامعة البوليتكنيك بدرجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية وحاصلة على شهادة الدبلوم في مجال التصنيع الرقمي وأعمل حالياً كمهندسة إنتاج في إحدى شركات الغاز المتخصصة في مجال الغاز الطبيعي في البحرين، حصلت على الشهادتين في ذات الفترة حيث استطعت التوفيق وتغطية متطلبات التخصصين، مع العلم أن المجالين مختلفان بعضهما عن بعض، وفي نفس الفترة صنعت الجهاز وقد حصل على درع التميز الأكاديمي لمرحلة التخرج، وكذلك شاركت في معرض الهندسة في الجامعة ونلت المركز الأول كأفضل مشروع تخرج، وشاركت في العديد من المعراض منها ريادات المرأة والتكنولوجيا ومعرض ميبك ومعرض كريدي ماكس».

وأوضحت المخرق: «فترة الإعداد أخذت أكثر من 7 أشهر متواصلة، وأكثر جزء أخذ مني هو مسألة البحث، خصوصاً وأنه لم يكن لدي خلفية في المجال الطبي، عمدت إلى البحث وأخذ المعلومات وخطة عمل الجهاز وكيفية صناعته وكيفية برمجته، السبب الذي دفعني لصنع جهاز متعلق بالطب هو الجامعة، كون مشاريع التخرج في البوليتكنيك تكون غالبا في مصانع مثل بابكو أو بالتنظيم مع وزارة الكهرباء والماء أو شركة جيبك، وذلك لعمل حلول لبعض المشاكل، بالنسبة إلي اتخذت طريقا مغايرا واقترحت فكرة جديدة على البوليتكنيك، وهي أن أعمل «بروتوتايب» لمنتج بدل «بروتوتايب» لمصنع، إذ لاقت الفكرة إعجابهم وبدأت العمل، وبالنسبة للدعم لم يبخل الدكتور سلمان العريبي في تقديم النصيحة والمساعدة، وهو من مؤسسي « fab lab Bahrain» المتخصصة في المجال الطبي وهو المكان الذي رأيت ذاتي فيه وكان نقطة التحول في حياتي».

وتضيف: «واجهتني العديد من الصعوبات في عملية صنع الاختراع ومنها قلة المعلومات، والمدة الطويلة التي استغرقتها في سؤال المعنيين من الدكاترة والمرضى، كذلك مسألة القراءات التي تظهر لمريض لتحديد مستوى دقتها وفعاليتها كونها تختلف من الصغار والكبار والمرأة والرجل والطول والوزن، وتمكنت في نهاية المطاف من اجتياز كل ذلك، خصوصاً وأن المجال الطبيب حساس، ومع العلم بأني كنت مترددة في بداية عملي على المشروع، ومسألة هل أن الجهاز من الممكن أن يضيف للمرضى أم لا».

وختمت بالقول: «من أهم أهدافي المستقبلية هو تطوير الجهاز وتكوين فريق قادر لأخذ الجهاز إلى مرحلة أعلى، والآن بعد البكالوريوس والدبلوم أسست مشروعي الخاص مع مجموعة من الشباب وهو مساعدة الشباب الجامعي في تزويدهم بأهم المستلزمات لبناء نماذج علمية، وأن نسعى لتطوير برامج شبابية في مجال العلوم والتكنولوجيا لتعزيز الجانب العلمي في البحرين، وأسعى لأكون ناشطة في المجال الشبابي، لدينا في البحرين شباب مبدع ومفكر ومنتج، كل متميز في مجاله، يجب أن يحاولوا وألا ييأسوا في محاولة تقديم الأفضل ومحاولة الخروج عن النص لتقديم التميز».