لقي برنامج الماجستير الأكلينيكي في طب العائلة بجامعة الخليج العربي أقبالاً كبيراً من أطباء مملكة البحرين بشأن رغبتهم الألتحاق للدراسة في البرنامج للعام الأكاديمي 2020 -2021م، حيث تقدم لاختبار قبول الدفعة الثانية ، 148 طبيب وطبيبة من الأطباء البحرينيين حديثي التخرج وهو ما يفوق العدد الذي تقدم لاختبارات قبول الدفعة الأولى وعددهم 89 طبيب وطبيبة، وتعتبر هذه الزيادة مؤشراً جليا للثقة التي اكتسبها البرنامج بين الأطباء من حيث التصميم والمحتوى والتنفيذ والأعتمادية والإشادة التي نالها من مؤسسات دولية، ولمكانة البرنامج المتميزة التي تحاكي المقاييس الدولية المعتمدة لكونه مبني على مستوى عالي من المهنية والأسس العلمية، وكذلك كونه برنامجا أعد بشراكة مباركة مع المجلس الأعلى للصحة ووزارة الصحة بدعم من صندوق العمل "تمكين"، وبشراكة دولية مع الرابطة العالمية لأطباء الأسرة (WONCA) ومع جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.

وقال رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي أن برنامج الماجستير الاكلينيكي في طب العائلة الذي أطلق العام الأكاديمي الماضي جاء استجابة لتوجيهات حكومة مملكة البحرين، إذ كُلفت جامعة الخليج العربي بإعداد برنامج تدريبي للأطباء حديثي التخرج ليتيح أمامهم فرص وخيارات أوسع للعمل في كافة المجالات الطبية، قد حقق البرنامج الاكاديمي نجاح واسع بفضل تطابقه و أهداف للخطة الوطنية للصحة لمملكة البحرين (2016-2025)، والتي أشارت إلى وضع خطة وطنية لتنمية الكوادر البشرية الصحية من خلال تحديد احتياجات القطاع الصحي من الكوادر المؤهل وإدارة وتنمية الموارد البشرية في المجالات الصحية.

وأثنى الدكتور العوهلي على التعاون المثمر بين الجامعة والمجلس الأعلى للصحة ووزارة الصحة البحرينية وصندوق العمل (تمكين)، إذ سطرت هذه الشراكة قصة نجاح ريادية من خلال تنفيذ هذا المشروع الوطني الرائد، الذي يساهم بشكل فعال في تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية وبكفاءة للمواطنين والمقيمين في مملكة البحرين الغالية، مؤكداً حرص الجامعة على أن يكون برنامج الماجستير الاكلينيكي في طب العائلة برنامجاً متكاملاً مبني على مستوى عالٍ من المهنية والأسس العلمية ليحقق رؤية القيادة والمسؤولين في مملكة البحرين وليتسنى لخريجي هذا البرنامج الحصول على فرص عمل مناسبة.



يهدف هذا المشروع الوطني الذي يستقبل الدفعة الثانية الآن من الأطباء إلى تأهيل الأطباء حديثي التخرج للحصول على هذه الشهادة العلمية ليتسنى لهم العمل في المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة بالدرجة الأولى، إلى جانب فتح عياداتهم الخاصة في مجال طب العائلة.

وقال نائب العميد للشئون الدراسات العليا والبحث العلمي، رئيس برنامج ماجستير طب العائلة الاكلينيكي ورئيس قسم طب العائلة والمجتمع الأستاذ الدكتور عفيف بن صالح أن 148 طبيب وطبيبة من الأطباء البحرينيين حديثي التخرج تقدموا إلى الالتحاق في برنامج الماجستير الاكلينيكي في طب العائلة، وتقدم لامتحانات القبول النظرية التي أجرتها الكلية الأسبوع الجاري 133 طبيب وطبيبة، مشيراً إلى ارتفاع عدد المتقدمين إلى الصعف تقريباً بمقارنة إعداد الدفعة الأولي والثانية يشير بجلاء إلى نجاح هذا البرنامج الوطني الداعم للقطاع الطبي في مملكة البحرين كونه تساهم بشكل فعلي في زيادة مساحة الخبرات الوطنية وتنافسيتها على المستوى الإقليمي والدولي في هذا المجال، لا سيما مع فرص التطوير المتاحة أمام خريجي البرامج في تحقيق تطورهم الوظيفي وتعزيز أداء هذا القطاع بشكل عام على مستوى القطاعين الخاص والحكومي، وتمكين البحرين من إدارة المؤشرات الدولية للتغطية الصحية.

وقال إن امتحانات القبول النظرية نظمتها الجامعة للأطباء المتقدمين وفق الاخذ بكل الإجراءات الاحترازية للوقاية من عدوى فيروس كورونا(كوفيد-19)، والحرص على التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات، لاسيما بعدما طبقت الجامعة مجموعة بروتوكولات الخاصة بإجراءات الوقائية من تفشي الفيروس للحفاظ على الصحة العامة داخل الجامعة، مشيراً إلى أن المقابلات الشخصية تجريها عن بعد لجنة مكونه من أربعة أطباء لتقييم الأطباء المتقدمين للالتحاق بالبرنامج.

وتكمن أهمية برنامج ماجستير الأكلينيكي في طب العائلة في دعم القطاع الطبي وتأهيل الكوادر الوطنية الشابة عبر توفير الفرص التدريبية والشواغر الوظيفية لخريجي القطاع الصحي وخصوصاً الأطباء، إذ يستقطب البرنامج تدريب وتوظيف الأطباء البحرينيين بعد منحهم شهادة الماجستير الاكلينيكي وشهادة الدبلوما الاكلينيكية في تخصص طب العائلة، وهو ما يعكس اهتمام القيادة الحكيمة بأبنائها الأطباء وحرصها على إيجاد الفرص والشواغر الوظيفية لخريجي القطاع الصحي، إذ يقوم البرنامج على مبدأ التجديد والابتكار والدمج بين التدريب العملي الإكلينيكي في مراكز الرعاية الأولية في مملكة البحرين والتدريب النظري القائم على أحدث وسائل وطرق التعليم.

هذا، وتستغرق مدة اجتياز البرنامج عامين مكثفين إذ يركز الجانب الأكبر من البرنامج على التدريب العملي والإكلينيكي في المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الصحية الأولية، ولهذا الغرض تم اختيار مراكز التدريب (13 مركزًا للرعاية الصحية الأولية و 6 أقسام في الرعاية الثانوية) بناءً على معايير أكلينيكية/أكاديمية، و تم اختيار المدربين (20 في الرعاية الأولية و 17 في الرعاية الثانوية) بناءً على مؤهلاتهم ودوافعهم للبرنامج. ويأتي هذا التنظيم يأتي على غرار برامج الماجستير الاكلينيكي في مختلف التخصصات الطبية والمعترف بها من الهيئات الصحية في دول الخليج العربي وغيرها، فيما يركز الجانب الآخر على الشق النظري والعلمي.

وتمثل برامج الماجستير الإكلينيكي في التخصصات الطبية أحد البرامج الرائجة والمعتمدة دولياً والتي يُعمل بها في مختلف دول العالم كأستراليا وسنغافورا وغيرها من الدول المتقدمة منذ عشرات السنين. ويشار إلى ان هذا البرنامج من البرامج المعترف بها من قبل الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، لكونه برنامج أكاديمي مبتكر مبني على منهج متكامل نظري وعملي وينخرط المتقدمين فيه في امتحان تقييم القدرات العلمية والعملية بالإضافة الى تلقيهم تدريب كامل في المؤسسات الصحية وينتهي البرنامج بالحصول على درجة الماجستير ويصنف خريجيه على درجة أخصائي.

ويأتي برنامج الماجستير الاكلينيكي في طب العائلة في سياق برامج مبتكرة وتخصصات فريدة تطرحها جامعة الخليج العربي منذ تأسيسها في العام 1980 لتلبية احتياجات الخطط التنموية لمملكة البحرين ودول الخليج العربي، حيث تعد الجامعة أول صرح أكاديمي يتبع نظام التعليم الإبداعي المعتمد على التعلم من خلال حل المعضلات الصحية على المستوى الخليجي والإقليمي، وقد تم الإعداد لبرنامج الماجستير الاكلينيكي في طب العائلة بالتنسيق مع خبرات بحرينية وخليجية متخصصة إلى جانب الاستعانة بخبرات دولية من جامعات عريقة لديها برامج مشابهه للاستعانة ببعض الطاقم التعليمي لديها لتدريب الأطباء في مملكة البحرين، إلى جانب خبرات المنظمة العالمية لطب العائلة WONCA.