لا يجب أن تكون اللغة العربية غريبة في ديرتها، فإتقاننا أكثر من لغة عملاً بمبدأ التعلم والتعرف على الثقافات الأخرى، لا يجب أن يكون على حساب لغتنا الجميلة، فلغة القرآن يجب أن نفتخر بها ونحرص على إجادتها، حيث إن لغتنا بها العديد من الجماليات والصور البلاغية التي جعلتها تتفرد عن العديد من اللغات، فنرى في قول الله تعالى في سورة الشعراء: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَاَلمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ،عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُوَن مِنَ المُنذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِىٍ مُّبِيِنٍ).

إن اللغة العربية أصبحت تعاني الغربة وسط بعض أبنائها، فنجد أن بعض البيوت تتداول اللغة الإنجليزية محل العربية أو تخلط بينها وبين الإنجليزية فتضيع المفردات الصحيحة لدى النشء، فلا يجوز أن نتنكر للغتنا وأن نجهل بها.

لقد قامت الحكومة الرشيدة بإلزام جميع المحلات بكتابة أسمائها باللغة العربية بعد أن تسيدت واجهات المحلات اللغة الإنجليزية محل العربية في فترة ما، ولذا كان توجه المملكة من أجل حماية لغتها بالعديد من الإجراءات السديدة.



ورغم أن الحكومة الرشيدة لا تقبل في محاكمها سوى اللغة العربية، وتطالب المختصمين بترجمة العقود إلى اللغة العربية إن كانت بلغة غيرها، فإن السؤال الذي أريد توجيهه للشركات ورجال الأعمال لماذا لا تكون العقود من الأساس محررة باللغة العربية؟!.

لقد عمد المستشرقون والدول الغربية في العصور الوسطى إلى تعلم اللغة العربية حتى يستطيعوا نقل العلم عنا؛ فعلماء العرب هم من اخترعوا أو طوروا علوم الطب والجبر والفلك وغيرها، وعلماء العرب هم من أثبتوا أن الأرض كروية، وقد عارضهم الحكام في أوروبا في ذلك الوقت ووسموا المصدق بهذه النظريات بالكفر، إلا أن العلم فاز على الجهل، وبعد أن نقل الغرب عنا العلوم التي ساهمت في تطور البشرية، بدأوا الشعور بالغيرة على لغاتهم، وخشوا من تسيد اللغة العربية فقاموا بترجمة هذه العلوم إلى لغتهم والابتعاد شيئاً فشيئاً عن العربية، بل أصبحوا يحاربونها في ديارها، إلا أن الدول العربية اتخذت العديد من الإجراءات التي ساهمت في حماية لغة الضاد.

فقد قامت البحرين بإلزام المدارس الخاصة بتدريس مواد اللغة العربية للعرب وتكفلت بتوزيع كتب اللغة العربية والتربية الإسلامية والمواطنة بالمجان، ما ساهم في حماية اللغة؛ لأننا من أجل أن نأخذ بأسباب العلم وأن نواكب الدول المتقدمة نحتاج أن نتعلم لغتهم، ولكن دون أن ننسى لغتنا التي تشكل هويتنا وتحفظ موروثنا.

وقد كان للمسابقات التي أطلقتها الدول العربية للشعر وأشكال الكتابة، وخصوصاً للنشء، الأثر الإيجابي الذي ساهم في إجادة اللغة وانتشار حبها بين الشباب، وخلق جيل يعرف لغته ويبدع فيها.

إن اللغة العربية باقية ولن تمحى أو تندثر لأنها لغة القرآن، ولكننا نخشى على البعض من نسيانها وأن ينسوا هويتهم معها.