مع عدة تحورات لفيروس كورونا «كوفيد19» شهدها العالم أدت لاحتدام محاربته في سبيل القضاء عليه من دول ومؤسسات وأفراد، فالجميع سخر إمكانياته في سبيل البشرية أملاً في إعادة الحياة الطبيعية للبشر، فالتضحيات المبذولة كبيرة وكان ثمنها أرواح صعدت إلى السماء ودول سقطت ومنظومات صحية انهارت.

ومع احتدام المنافسة مع هذا الفيروس استطاع العلماء إيجاد اللقاحات والخطوة الأولى في التصدي لهذه الجائحة، فبعد دراسات علمية عميقة وبين علماء ومئات التجارب أُطلقت اللقاحات المختلفة من مختلف المختبرات حول العالم نتيجة لتضافر الجهود في سبيل الإنسانية.

البحرين اليوم تعد نموذجاً يحتذى به في مكافحة هذه الجائحة بشهادات الدول وبشهادة منظمة الصحة العالمية وأمينها، حيث يطبق فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والفريق الوطني الطبي، تحت إشراف سموه ومتابعته، لجميع التوصيات منذ بداية الجائحة من ناحية العزل والحجر ومن بعدها اللقاحات وتعميمها وجعلها في يد كل مواطن حتى وصلنا لنصف مليون متطعم مما يشكل 44٪ من شعب البحرين في طريقنا للمناعة المجتمعية.

مع كل هذه الجهود المبذولة بداية من الصفوف الأولى من الطاقم الطبي وجميع العاملين في مكافحة هذه الجائحة من ناحية أمنية وتنظيمية ومالية والجند المجهولون خلف المكاتب والشاشات والذين لا يجدون وقتاً لأنفسهم وعائلاتهم في سبيل مكافحة هذه الجائحة، يأتيك أولئك الذين يروجون لكل ما يصلهم دون تحري الدقة في المعلومة ومصدرها، فبدءاً من مروجي خطر اللقاحات على أجسام البشر والشريحة الإلكترونية المزروعة في أجساد الحاصلين على اللقاح إلى أصحاب نظرية المؤامرة وأن الفيروس ليس هو إلا إنفلونزا عادية ضخمتها الدول لتحقيق مكاسب سياسية ودولية.

كل هذه الشائعات المتداولة بين مجموعات «الواتساب» وفضاء السوشال ميديا تشكل عائقاً في سبيل الجهود المبذولة، فكلها معلومات عديمة المصدر أو مجرد اجتهادات لأفراد بعيدين عن التخصص والعلم فيصدقهم البعض ضاربين بالعلم وجهود الدول عرض الحائط، متحججين بأن هذه الأصوات منعتها الدول ولكن التواصل الاجتماعي هو من أوصلها لنا لنقبع في الظلام، بينما الحقيقة هي أن من مساوئ منصات التواصل الاجتماعي هي إيجاد منبر لكل من «هب ودب» لكي «يهرف» بما يعرف ولا يعرف، وعندما تناقش فرداً منهم في معلومة تداولها أو نشرها يخبرك بكل بساطة أن مصدره هو «الواتساب».