كلما كبر الإنسان وأدرك ما حوله، أصبح أكثر هدوءً وسكينةً، يبتعد عن كل ما يزعجه أو يتعبه، ولكن الأمر لا ينطبق على العمل وتطويره، أو وجود أفكار جديدة به، أو تصليح أخطاء قائمة.

ومبدأ لا تعور راسك، هو أول حاجز يجده الموظف المجتهد أمامه، خلال تقديمه فكرة ما، أو محاولته تطوير العمل، أو حتى تصحيح بعض الأخطاء، أو إيقاف هدر مالي.. وغيرها من الأمور التي لا تعد ولا تحصى.

وهذا الأمر، كثيراً ما يسمعه الموظف، الذي يصر بإلحاح على تقديم الأفضل، فيقال له «لا تعور راسك»، أو «خل القرعة ترعى»، وما إلى ذلك من الأمثال الشعبية التي لا تنطبق هنا بكل تأكيد، ويكون بداية الرفض أمامه.

وهنا، ليس شرطاً أن يكون الأمر كبيراً، فربما أمور بسيطة لمصلحة العمل، ولكن رفضها من الأساس ليس لأسباب غير معلومة، أو مستحيلة، ولكن من هو أكبر يرفض مناقشتها من الأساس لأن مبدأ التغيير لديه مرفوض..!

وبكل صراحة، فإن عدوى «لا تعور راسك» انتقلت للقطاع الخاص أيضاً وتفشت فيه بشكل كبير، ولم تعد تقتصر على القطاع الحكومي، والموظف يواجه ضغوطاً أسوة بزميله في «العام».

مقاومة التغيير، ورفضه، هو أمر معروف، فالغالب يعجبه وضع الخمول الذي يعيشه، ويرفض الخروج من «منطقة الراحة» لتغيير سواء طريقة عمل أو إيقاف هدر أو تقديم خدمات وغيرها مما سيقض مضجعه، حتى وإن كانت هذه الأمور غير متعبة لاحقاً.

واحدة من هذه الحلول أوجدها القطاع العام من خلال تطبيق تواصل، والذي يؤدي دوره بالتطوير بشكل ممتاز خصوصاً من جهة مقترحات المواطنين، وربما ما نحتاجه هو أن يكون لدى الموظف القدرة على تقديم المزيد، حال رفض مسؤوله، على الأقل ليعرف إن كان مقترحه قابل للتطبيق من عدمه، أو ربما هناك جوانب بحاجة لتطوير أو المبدأ مرفوض لبعض الأسباب المهمة.

* آخر لمحة:

جميعنا نحفظ حديث «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»، ومن الإتقان هو تطويره، وتقديم كل ما لديك تجاهه، لا أن تكون في منطقة الراحة والخمول.