وليد صبري




* المعارضة الإيرانية: الاقتراع الرئاسي أسقط نظام خامنئي شعبياً


* إقبال خجول وضعيف على انتخابات الرئاسة.. ومقاطعة الموالين للنظام

أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى أفشار أن "مقاطعة الشعب الإيراني للانتخابات الرئاسية التي جرت في إيران الجمعة، ترفع غطاء الشرعية عن نظام ولاية الفقيه"، متحدثاً عن رصد "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لإقبال ضعيف وخجول للاقتراع الرئاسي، في حين كانت هناك مقاطعة في غالبية المدن الإيرانية".

وأضاف أفشار في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، "النتیجة الرئیسیة للانتخابات التي‌ تمثلت في المقاطعة الكبرى من جمیع الشرائح للمجتمع الإیراني‌ من اقصاه إلی اقصاه، تؤكد بصورة قویة وصادمة بأن الشعب الإیراني‌ دخل فعلاً مرحلة إسقاط النظام الحاكم في‌ إیران من أوسع أبوابها".

وذكر أن "هذه المقاطعة الكبری كانت تشكل الهاجس الرئیس لنظام ولایة الفقیه من قلة المشاركة لكن الذي‌ حصل فعلاً ذهب أبعد بكثیر مما كان یتوقعه النظام حیث أكدت المعلومات الواردة إلینا أنه وفي رسالة وجهتها وزارة الداخلية لقادة النظام الساعة 2 ظهراً الجمعة بتوقيت طهران، أعربت عن قلقها من خلو غير مسبوق وغير متوقع لمراكز الاقتراع"، وشددت على أنه "إذا استمر الوضع على هذا النحو، حتى مع تمديد الوقت حتى الساعة 12 ليلاً فإن عدد المشاركين لن يتجاوز 4 ملايين ناخب"".

وأوضح أنه "بحسب العديد من التقارير والصور ومقاطع الفيديو لآلاف مراكز الاقتراع في 220 مدينة في نحو 31 محافظة في البلاد، والتي أعدتها الهيئة الاجتماعية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، فقد واجهت مهزلة الانتخابات للنظام مقاطعة واسعة النطاق وخلت مراكز الاقتراع من الناخبين أو كان هناك مشاركون قلة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة".

وشدد على أن "مقاطعة الشعب الإيراني للانتخابات الرئاسية التي جرت في إيران الجمعة، ترفع غطاء الشرعية عن نظام ولاية الفقيه"، متحدثاً عن رصد "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لإقبال ضعيف وخجول للاقتراع الرئاسي، في حين كانت هناك مقاطعة في غالبية المدن الإيرانية"، في حين كشفت تقارير عن مقاطعة موالين للنظام للانتخابات وفي مقدمتهم الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.

وقال عضو اللجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن "هذا الموقف الاستثنائئ‌ غیر المسبوق في‌الانتخابات السابقة للنظام وتداعیاته المزلزلة یدفع كبار الملالي إلى الإدلاء بتصریحات تثبت تماما بهذه المرحلة الجدیدة التي‌ بد‌أت فعلاً من أمس الجمعة حیث صرح المعمم علم الهدى، والد زوجة إبراهيم رئيسي، مرشح المرشد الأعلى علي خامنئي للرئاسة، في صلاة الجمعة في مدينة مشهد، "أولئك الذين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع ويصوتون فتصويتهم يثير غضب العدو. وأولئك الذين لا يتوجهون إلى صناديق الاقتراع، هم يصوتون أيضاً، لكنهم يصوتون للعدو، يصوتون لأمريكا وللصهاينة وهم يصوتون لـ(.....) ولمجاهدي خلق. هل أنتم مستعدون للإدلاء بأصواتكم لمجاهدي خلق؟ .. إذا لم تصوتوا في هذه الانتخابات فأنتم قد صوّتم للعدو"".

وكشف عن أن "التقارير الواردة من موظفي مراكز الاقتراع في العديد من مناطق طهران، مثل مسجد قمر بني هاشم، وأرمغان علم، ودوائر الانتخابات في منطقة 2 بطهران، والتي تضم 64 مركز اقتراع، تحدثت عن خلو المراكز من الناخبين للغاية والإقبال أقل من نصف ما كان عليه عام 2017. وعلى سبيل المثال في الدائرة التاسعة بطهران، والتي تضم 147 مركز اقتراع، تم جمع ما مجمله 6571 صوتاً بحلول الساعة 11 صباحاً، وهو ما يعادل 45 صوتاً لكل مركز اقتراع. تم وضع ما مجمله 37 صوتاً فى مراكز الاقتراع فى مدرسة ولايت فى منطقة بامنار بحلول الساعة الواحدة بعد الظهر. وفي أصفهان، أعلن المقر الانتخابي بالمدينة عن "مشاركة شعبية قليلة جداً جداً" حتى الساعة 12 ظهراً. وفي زاهدان، صوّت 25 شخصاً في مركز جالق حتى الساعة 11:45. وفي زابل، في مركز مسجد أبو الفضل، يحضر شخص إلى صناديق الاقتراع كل بضع دقائق".

وأضاف أفشار "نعم ما شهدته شوارع المدن الإیرانیة الیوم والمراكز الفارغة عن الناخبین، أظهر للشعب وللنظام كلاهما بان ما جری الیوم كان عملیة الاستفتاء العام بعینها، وقد أجراها النظام بنفسه بمشاركة ‌أكبر عدد من الناخبین الذین بمقاطعتهم صنادیق الاقتراع، صوتوا بصورة عكسیة لصالح اسقاط النظام، فبذلك يتأكد أن مقاطعة الیوم اثبتت بصورة نهائیة بأن نظام ولاية الفقيه ساقط شعبیاً ولا یحظی بأیة شعبیة بتاتاً".

وكانت رئیسة الجمهوریة المنتخبة من قبل المقاومة الإیرانیة مریم رجوي‌ قد وصفت المقاطعة واسعة النطاق من قبل جماهیر الشعب للانتخابات الرئاسية الجمعة أنها "وجه آخر للحالة المتفجرة داخل الشعب والمجتمع الإيراني، والتي‌ رسمتها انتفاضة نوفمبر 2019، المزلزلة بشهدائها الـ1500 ولمدة 4 أیام وجسدت في الرأي العام عملیة اسقاط النظام علی ید معاقل الانتفاضة وبفعل الانتفاضة الكاسحة التي اوجدتها والآن وبعد المقاطعة الواسعة التي فاقت التصورات الیوم، جعلت نظام "ولایة الفقیه" یواجه مشاهد مماثلة بإحجام أكبر من ذي قبل".