لم أستطع أن أقاوم الرغبة في طرح رأيي في البرنامج العالمي الجاري عرضه هذه الأيام على مسارح بريطانيا والتي ألخصه من وجهة نظري كما يأتي:

1. السبعة الكبار:

اللاعبون على المسرح يُعرفون بالدول الغنية الكبرى، ثم طوروا اسمهم ليصبح الاقتصادات الغنية الكبرى، وأحياناً السبعة الكبار الأغنى في العالم، وأحياناً بأسماء أخرى. وأخيراً اختاروا اسم الديمقراطيات الأغنى في العالم أو الدول الديمقراطية الكبار في الدنيا، والتساؤلات التي لم يجر طرحها أو الرد عليها هي: لماذا لم يضيفوا إلى اسمهم كلمة الغربية؟ أو بالأحرى الأنكلوسكسونية؟ أو دول الغرب المتحالفة مع أمريكا.

الدول السبع هي:​أمريكا، وبريطانيا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، واليابان، وإيطاليا.

​يمثلون 40% من الناتج القومي العالمي.

​ويمثلون 10% من عدد سكان العالم.

وللعلم أيضاً فإن عدد الذين جرى تلقيحهم في مجموع الدول الفقيرة أقل من عدد سكان بلدة كورنوال التي يجتمع فيها السبعة الكبار.

ويجدر السؤال هنا: أين الصين وروسيا من هذا كله؟

2. ​الشراكة الأمريكية البريطانية، والشراكة مع القطاع الخاص:

ولقد شاهدنا أمس كيف بدأ الفصل الأول من البرنامج باللقاء بين بايدن وجونسون، وتأكيد ما كررته دائماً أن العلاقة الخاصة الوحيدة لأمريكا هي مع بريطانيا «كما العلاقة الصينية الروسية». ورأينا أيضاً في بداية المسرحية كيف أعلن بايدن، وإلى جانبه رئيس شركة فايزر، الشراكة بين القمة والكورونا والاقتصاد. الثناء الذي جاد بهِ بايدن على رئيس فايزر الواقف إلى جانبهِ، والثناء على التكنولوجيا الأمريكية، والكرم والروح والإنسانية التي يتحلى بها العمال في مصانع الأدوية الذين يعملون بتضحية لينقذوا أرواح العالم، وكيف أن أمريكا بالشراكة مع فايزر سوف تشتري «من مصانعها» وتقدم نصف مليار جرعة إلى دول العالم الأقل ثروة. هذا العالم الذي نسبة التطعيم فيه حالياً 85% في الدول الغنية و3% في الدول الفقيرة.

3.​ الاقتصاد هو الموضوع:

هو الموضوع يا سادة وليس كورونا ولا إنسانية؛ فأمريكا الحنون ستقودكم جميعاً دون أي تمييز ودون شروط! إن التريليونات، وليس المليارات، التي دخلت وستدخل للشركات الأمريكية وغيرها من السبعة الكبار هي التي يهدف إليها هذا المشروع الإنساني والذي صدفةً سيؤدي إلى نسبة ازدهار تزيد عن 6% كما أعلن بايدن في الاقتصاد الأمريكي.

عندما أبديت منذُ البداية إلزامية تطعيم البشرية كلها، طالبت أن توكل هذه المهمة إلى منظمة الصحة العالمية. فلماذا قرر بايدن أن تكون منحةً منه للدول الفقيرة، من حنان وروح المحبة من قبل قمة السبعة! هل تقرر تقسيم العالم إلى متفضلين ومحتاجين؟ هل هذا هو مستقبل العالم؟ وأين المطعوم الصيني والروسي من هذا؟

4. ​كورونا معنا حتى 2022 على الأقل:

أخيراً أعلن بايدن باسم أمريكا أن كورونا لن تنتهي إلا إذا جرى تلقيح جميع البشرية، وحدد لذلك في سنة 2022، وأعلن أن القمة ستتخذ قراراً تاريخياً منطلقاً من روحها الإنسانية بتطعيم كل إنسان في الدنيا. ويقول إن هذا الموقف الإنساني هو مثل الموقف في الحرب العالمية الثانية! ومن يتابعني يذكر أنني في الشهر الأول من الوباء قلت إننا سنعيش مع كورونا أربع سنوات على الأقل، وتعرضت وقتها لاتهامات بالتشاؤم وبأسماءٍ أخرى.

وللحديث بقية.