إفي

تجاوز عدد المصابين بـ"كوفيد -19" نتيجة ظهور بؤرة تفشي كبيرة بين شباب إسبان احتفلوا بنهاية العام الدراسي في جزيرة مايوركا السياحية ألف حالة فيما يخضع حاليا نحو أربعة آلاف و800 للحجر الصحي، وهو الأمر الأكثر إثارة للقلق في إسبانيا طيلة فترة انتشار الوباء.

وتستمر الإصابات، التي بلغت بشكل مؤكد 1167 إصابة حتى الآن، اليوم الثلاثاء في الظهور بجزء كبير من البلد الأوروبي، حيث وجهت انتقادات إلى جزء من الشباب الإسباني بعدم الشعور بالمسؤولية وكذلك للسلطات بالإهمال.



وتسبب تنظيم حفلات ضخمة في إحدى الوجهات السياحية الرئيسية في البلاد دون التزام بالإجراءات الوقائية ضد الفيروس التاجي، في ظهور موجة عدوى بين الشباب، بعضهم حتى من القصر، بينما كانوا يستمتعون برحلات نهاية العام الدراسي.

- الحجر الصحي يواجه انتقادات:

تلاحقت الرحلات منذ منتصف يونيو/حزيران وكانت وجهتها الرئيسية هي جزيرة مايوركا المتوسطية، حيث قررت سلطاتها المحلية فرض حجر صحي على المشاركين في هذه الرحلات، الذين لا يزالون موجودين في أراضيها، داخل فندق، حيث ثبت أن ربعهم مصاب في الوقت الحالي بعد خضوعهم لاختبارات فيروس كورونا المستجد.

وأثار قرار السلطات المحلية بفرض العزل الصحي تحت رقابة الشرطة غضب الكثير من المتضررين وكذلك بعض الآباء.

وصلت القضية إلى المحاكم، حيث رفعت إحدى الأمهات دعوى ضد السلطات الإقليمية لجزر البليار، الأرخبيل الذي تنتمي إليه مايوركا، بتهمة الاحتجاز بشكل غير قانوني.

وتم إدخال ما لا يقل عن 14 شابا إلى مستشفى في الجزيرة كإجراء احترازي، حيث لم تظهر عليهم حتى الآن سوى أعراض خفيفة من كوفيد-19.

لكن المشكلة الرئيسية تمكن في أن الفيروس ربما يكون انتشر في معظم أنحاء البلاد حيث عاد أغلب الطلاب إلى أماكنهم الأصلية.

في منطقة مدريد (وسط) وحدها، تم اكتشاف أكثر من 500 إصابة واضطر حوالي 3000 شاب إلى التزام الحجر الصحي، وهو إجراء وقائي، يخضع له ما لا يقل عن 4796 من هؤلاء الطلاب الذين ذهبوا في تلك الرحلات إلى الجزيرة، قادمين من مختلف أنحاء البلاد.

وفي مدينة إلتشي (شرق) أدخل أحد المصابين إلى وحدة العناية المركزة إزاء تدهور حالته الصحية.

- دور السلطات:

وانتقد السياسي المحافظ ألبرتو نونيث فيجو رئيس منطقة جاليسيا (شمال غرب)، إحدى المناطق المتضررة، اليوم الثلاثاء "الترفيه غير المنضبط" من جانب جزء من الشباب الإسباني.

فاقم المشهد أيضا "نقص اللقاحات" المقدمة للشباب، حيث تم للتو البدء في إشراك الشباب في حملة التطعيم في إسبانيا، إذ كانت الأولوية للفئات الأكبر سنا، على الرغم من أن بعض المناطق ترغب بالفعل في تسريع إعطاء الجرعات لمن هم أقل من 30 عاما.

وكما فعل آباء الطلاب في أجزاء مختلفة من البلاد، أعرب السياسي أيضا عن أسفه لـ "عدم مسؤولية" السلطات المحلية التي تسمح بحفلات حاشدة للشباب.

يشار إلى أنه تم إعادة فتح مراكز الترفيه الليلية في معظم أنحاء إسبانيا قبل بضعة أيام في ظل قيود، لكن لا يتم الالتزام بها دائما.