رويترز

اجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، بأعضاء فريقه للأمن القومي لبحث طريقة الرد على سلسلة الهجمات الإلكترونية التي تستخدم برامج الفدية، والتي استهدفت كيانات في الولايات المتحدة، ويُعتقد أن قراصنة مرتبطين بروسيا ارتكبوها، بحسب ما أوردت وكالة "بلومبرغ".



وقال بايدن للصحافيين بعد عودته من رحلة إلى شيكاغو، إن "مكتب التحقيقات الفيدرالي، يحقق في الهجوم الإلكتروني الذي استهدف شركة كاسيا" لتكنولوجيا المعلومات، الواقعة في فلوريدا.

وفي سؤال بشأن إمكانية وقوف روسيا خلف هذا الهجوم، قال بايدن: "سنعرف المزيد هذا الخميس"، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أن بايدن اجتمع بأعضاء فريقه للأمن القومي بهدف بلورة استراتيجية ضد تلك الهجمات، إلا أنها لم تشر، بحسب وكالة "بلومبرغ" إلى ما إذا كانت الإدارة الأميركية "نسبت الهجمات إلى الحكومة الروسية أو إلى جهات إجرامية أخرى"، أو "ما إذا كانت الولايات المتحدة قررت الرد".

وقالت ساكي للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء رحلة بايدن إلى إلينوي: "ما ناقشوه هو حقيقة أن الرئيس يحتفظ بالحق في الرد ضد أي شبكات تستخدم برامج الفدية، ومن يأوي تلك الشبكات".

وأضافت أن "كبار مسؤولي الأمن القومي قد تواصلوا مع الحكومة الروسية بشأن الهجمات الإلكترونية وبرامج الفدية، كما أجرى كلا البلدين محادثات على مستوى الخبراء حول هذه القضية".

ومع ذلك، استمرت الهجمات، حتى بعد وضع بايدن خطوطاً حمراء للهجمات الإلكترونية، خلال اجتماعه في جنيف الشهر الماضي، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال بايدن حينها إنه أعطى بوتين قائمة بـ"16 قطاعاً حاسماً" إذا تعرضت للهجوم، فإن ذلك "يمكن أن يثير رداً انتقامياً من الولايات المتحدة".

ويتعرض بايدن لضغوط للرد على الهجوم الإلكتروني الذي طال في 4 يوليو الجاري، نحو 1500 شركة، وأثر على 17 دولة على الأقل، وفقاً لباحثي الأمن السيبراني.

وبحسب "بلومبرغ"، يُعتقد أن عصابة تستخدم برامج الفدية مرتبطة بروسيا، وتعرف باسم REvil هي المسؤولة عن الهجوم، الذي استغل العديد من الثغرات الأمنية غير المعروفة سابقاً في برامج إدارة تكنولوجيا المعلومات، التي صنعتها شركة "كاسيا".

وهاجم القراصنة شركة "كاسيا" المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، الجمعة، وطلبوا فدية من عملائها عبر برنامجها لإدارة المعلومات، وقد يتجاوز عدد الضحايا الألف.

وقالت شركة "كاسيا" إن 50 من عملائها البالغ عددهم 35 ألفاً قد تأثروا بهجوم قراصنة بـ"برامج الفدية". وأضافت الشركة في بيان الثلاثاء: "رغم أنه أثر على ما يقرب من 50 من عملائنا، لم يشكل هذا الهجوم تهديداً، ولم يكن له أي تأثير على البنية التحتية الحيوية".

وقال زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي، إن هجوم كاسيا أظهر أن بايدن كان "ضعيفاً مع بوتين" خلال قمتهما في جنيف.

وكالة "بلومبرغ" الأميركية أفادت، الثلاثاء، بأن قراصنة إلكترونيين تابعين للحكومة الروسية اخترقوا أنظمة الحاسوب الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري الأميركي، الأسبوع الماضي.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن القراصنة هم جزء من مجموعة تعرف باسم "APT 29" أو "Cozy Bear"، مشيرة إلى "ارتباط هذه المجموعة بجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي".

ولفتت إلى اتهام هذه المجموعة سابقاً باختراق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في عام 2016، وتنفيذ هجوم إلكتروني شمل شركة "سولار وايندز" الأميركية، ونتج عنه اختراق 9 وكالات حكومية أميركية.

ورفضت روسيا الاتهام الموجه إليها بدعم عملية القرصنة، قائلة إنها اتهامات "لا أساس لها"، تعيق المناقشات الروسية الأميركية والعمل في مجال الأمن السيبراني.

وقالت السفارة الروسية في واشنطن، في بيان نقلته وكالة "تاس" الروسية: "اطلعنا على ما نشرته وكالة بلومبرغ في 6 يوليو بشأن الانتهاك المزعوم من قبل متسللين تابعين للحكومة الروسية لأنظمة الحاسوب الخاصة باللجنة الوطنية التابعة للحزب الجمهوري"، معربة عن "رفضها البات" لما وصفته بـ"الافتراءات".

ولفتت السفارة إلى أن "الحزب نفسه نفى وقوع هجوم إلكتروني"، فيما أكد دبلوماسيون روس لوكالة "تاس" أن "لا أدلة على وقوع الهجوم".

وذكّرت السفارة بأنه "أثناء انعقاد قمة الرئيسين الروسي والأميركي في جنيف (في يونيو)، احتلت قضية الأمن السيبراني موقعاً مركزياً في المناقشات، وتم التوصل إلى اتفاق لاستئناف حوار الخبراء حول هذا الموضوع المهم".

وأضافت: "نحن على ثقة بأن المناقشة المهنية لكل القضايا المتعلقة بالفضاء السيبراني ستسمح للمتخصصين بتحسين أمن البنية التحتية المعلوماتية لبلدينا من خلال العمل المشترك"، لكن "الاتهامات التي لا داعي لها، والتي لا تستند إلا لشهادات بعض المصادر المجهولة، تفسد مثل هذا العمل"، وفق قولها.

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، لم يتم التعرف بعد على البيانات التي اطلع عليها القراصنة أو سرقوها، أو ما إذا كانوا في الأساس قد تمكنوا من النفاذ إلى أي بيانات.

وفي هجمات برامج الفدية، يقوم القراصنة بتشفير شبكة كمبيوتر الطرف الذي يتعرض للهجوم ويطالبون بفدية لفك تشفيرها. وتقوم مجموعات برامج الفدية أحياناً بسرقة المستندات وتطالب بالمال لعدم نشرها على الملأ، وهو شكل ثانٍ من أشكال الابتزاز.

وقالت شركة "Check Point Software Technologies" الشهر الماضي إن هجمات برامج الفدية على مستوى العالم زادت بنسبة 41% منذ بداية العام و93% على أساس سنوي.