احتمال أن تكون قطر قد فهمت تكرار مملكة البحرين دعوتها لتدارس المشكلات العالقة بين البلدين كما فعلت مع السعودية والإمارات ومصر أن البحرين في احتياج لهذا أو لها أمر وارد؛ فالشواهد على هكذا مستوى من التفكير متوافرة هناك دائماً، ولعل أبرزها أن قطر لا تعرف أن البحرين تتميز بالتزامها بكل القرارات التي تصدر عن قادة دول مجلس التعاون وأنها تحترم توقيع قائدها. وهذا يعني باختصار أن كل ما تريده البحرين هو وضع نقطة في نهاية السطر والبدء في نقش سطر جديد وأنها بتكرار دعوتها لقطر كي تتعاون في إغلاق الملفات العالقة لا تريد سوى تأكيد التزامها بما صدر عن قمة «العلا» والتعبير عن احترامها لقادة المجلس. وهذا يعني أيضاً أنها يمكن أن تتوقف عن الاستمرار في هذه الدعوة لو أن قطر استمرت في تعنتها.

من هذا المنطلق جاء تصريح وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الذي ملخصه أنه قد يتم اللجوء إلى مجلس التعاون والقول إن قطر لم تلتزم ببيان العلا الذي صدر في الخامس من يناير الماضي ووقعه زعماء دول المجلس الست بالإضافة إلى مصر، وجعل المجلس ينظر في الأمر بطريقته.

اللافت أن قطر لم تكتف بإهمال دعوة البحرين لها للالتزام بما وقع عليه أميرها وإنما اختارت الاستمرار في حملتها الإعلامية على البحرين والسماح لقناة «الجزيرة» كي تمارس حقدها بكل طريقة تراها مناسبة من دون توقف، ومن دون حياء؛ فالأمور في هذا الخصوص لم تتغير بعد بيان العلا، بل على العكس فقد صارت أكثر سوءاً مما كانت قبله.

الذي تسعى إليه مملكة البحرين هو إزالة التوتر الحاصل بين دول المجلس وفي المنطقة كي يتحقق الاستقرار الذي من دونه تتعطل التنمية، وما تكرار دعوتها لقطر للالتزام بما تضمنه بيان العلا إلا لتوفر المثال على أن الحوار من القيم الراسخة في المجتمع البحريني وأنه مفتاح حل كل مشكلة.