وكالات


كرر أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، حديثه السابق عن اعتقاده بأن فيروس كورونا قد نشأ بشكل طبيعي، قائلاً إن هذه النظرية هي الأكثر ترجيحاً حتى الآن، حسب ما نقلته عنه شبكة "سي إن إن" الأميركية.

ونقلت الشبكة في تقرير نشرته السبت، عن فاوتشي قوله: "التفسير الأكثر ترجيحاً هو انتقال الفيروس بشكل طبيعي من حيوان إلى إنسان، ولكن يجب أن نكون منفتحين أيضاً على جميع الاحتمالات، بما في ذلك تسربه من المعمل".

وأكد فاوتشي، في مقابلة مع الشبكة الإخبارية، على أنه ليس الوحيد الذي يرى أن نظرية انتقال الفيروس من حيوان إلى إنسان هي الأكثر ترجيحاً حتى الآن، موضحاً أن هناك ورقة بحثية تمت كتابتها مؤخراً بواسطة 21 من علماء الفيروسات وعلماء الأحياء المشهورين دولياً، تؤكد نفس كلامه.


وتابع: "أعتمد على أشخاص مثل هؤلاء، وذلك لأن لديهم خبرة كبيرة في مثل هذه الأمور، فهم يفعلون هذه الأبحاث كل يوم، ولكنهم منفتحين أيضاً على بقية الاحتمالات، ويرون أنه من المنطقي أيضاً أن يكون الفيروس قد تسرب من المعمل، وذلك على الرغم من أنهم يرون التفسير الأكثر احتمالية هو انتقاله بشكل طبيعي من حيوان إلى إنسان".

تحول دراماتيكي

وأشارت الشبكة إلى أن تصريحات فاوتشي تأتي في الوقت الذي أفاد فيه كبار مسؤولي إدارة بايدن، الذين يشرفون على المراجعة الاستخباراتية لمنشأ فيروس كورونا، بأنهم يعتقدون أن النظرية القائلة بأن الفيروس قد تسرب عن طريق الخطأ من مختبر في ووهان تبدو منطقية بنفس قدر احتمالية ظهوره بشكل طبيعي في حيوان بري".

ووصفت "سي إن إن" الأمر بأنه "تحول دراماتيكي" عن الرأي الديمقراطي السائد خلال العام الماضى، حيث قلل أعضاء الحزب الديمقراطي، بشكل علني، من أهمية ما يُسمى بنظرية تسرب الفيروس من المعمل.

ومن جانبه، أكد العضو البارز في اللجنة الاستشارية للقاحات التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، الدكتور بول أوفيت، السبت، على ثقة فاوتشي في نظرية منشأ الفيروس في الطبيعة، إذ قال في مقابلة منفصلة مع الشبكة: "أعتقد أن فرصة تخليق هذا الفيروس من قبل العلماء في المختبر هي صفر".

وأوضحت الشبكة أنه بعد مرور أكثر من نصف المهلة التي حددها بايدن، والبالغة 90 يوماً، للعثور على إجابات عن منشأ الفيروس، فإنه لا يزال مجتمع الاستخبارات الأميركي منقسماً بشدة حول ما إذا كان الفيروس قد تسرب من مختبر ووهان أو انتقل بشكل طبيعي من الحيوانات إلى البشر في البرية، وذلك حسبما قالت مصادر متعددة مطلعة على التحقيقات الجارية للشبكة.

أدلة قليلة

ونقلت "سي إن إن" عن المصادر التي لم تكشف عن هويتها، قولها إنه لم يظهر سوى القليل من الأدلة الجديدة التي تدعم كل نظرية منهما، إلا أنه يتم النظر بجدية من قبل كبار مسؤولي إدارة بايدن في نظرية التسرب من المختبر، وذلك على الرغم من أن معظم العلماء الذين يدرسون فيروسات كورونا، والذين حققوا في أصول الوباء، يقولون إن الأدلة المتاحة تدعم فكرة نشأته في الطبيعة وبقوة.

وأضافت الشبكة: "قالت المصادر إن المعلومات الاستخباراتية الحالية تعزز الاعتقاد بأن الفيروس قد نشأ على الأرجح بشكل طبيعي، وذلك من خلال الاتصال بين الإنسان والحيوان، ولم يتم تخليقه بشكل متعمد".

وتابعت: "لكن هذا لا يمنع احتمالية تسربه عن طريق الخطأ من معهد ووهان لعلم الفيروسات، الذي أجريت فيه أبحاث فيروس كورونا على الخفافيش، وذلك على الرغم من أن العديد من العلماء المطلعين على الأبحاث يقولون إن مثل هذا التسرب غير مرجح".