جراء انقيادنا للسرديات الغربية لم تكن نظرتنا في الخليج للصين تخرج عما قاله الجنرال والرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول بالعنوان أعلاه، سواء كان تورية أو هو الوصف الصحيح للصين الشيوعية البائسة في الخمسينات؛ أوعن ضحالة في التفكير العسكري الفرنسي الذي قال عنه هتلر بعد سقوط باريس وفرار ديغول نفسه للندن: كان جنرالاتكم يهتمون بقياس طول فساتين النساء فيما جنرالات الرايخ يشغلهم قياس فوهات سبطانات المدافع. وفي الخليج العربي هناك إدراك بقيمة الصين في الألفية الثالثة، لكن هل هو جراء انقياد للسرديات الغربية التي تهول من الصين لأنها تحدٍ لهم، أم أنه إدراك واعٍ بقيمة الصين لنا في الخليج العربي؛ وما أهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به الصين في دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الخليج؟ هناك تقارب صيني خليجي وهو ليس نكاية خليجية بالأمريكان، ولا تحرك صيني لمواجهة الغرب، فالواقع يقول إن الصين تفتح أفق تعاون مع الجميع في القارات كلها، ودول الخليج كلها لها علاقات مع الصين وشراكات استراتيجية ضخمة.

نرفض في الخليج قاعدة «إما أن تكون معنا أو ضدنا»، ووضع الخليجيين أمام رهان الاختيار بين واشنطن أو بكين.وهو قلق لا يقتصر على الخليج فحسب، وإنما يمتد إلى علاقات القوتين العظميين حتى بالأوروبيين. فواشنطن لم تلبِ طلبات حلفائها في أكثر من مكان، الأمر الذي دفع الصين إلى استغلال ذلك، فتحركت واشنطن لوقف الميل، فيما تتخلى أمريكا ببرنامج معلن عن الدور كضامن لأمن قوى كثيرة من أفغانستان حتى الخليج.

مايقربنا من الصين أنها قد تكون جسراً بين ضفتي الخليج، حيث تستطيع تحقيق اختراق مهم لو تمكنت من إقناع إيران بالتخلص من حلّتها الثورية، كما فعلت الصين نفسها منذ عقود، ويبدأ ذلك بتوقف إيران عن دعم الجماعات الإرهابية. لكن لابد أن نشير أن هناك من يشكك في وجود تحدٍ أمريكي صيني في الخليج، فالصين تحصل على 40٪ من نفطها من الخليج، وتحتفظ واشنطن بما يصل إلى 80 ألف جندي يتمركزون حول الخليج.

بالعجمي الفصيح

اطلبوا الأمن ولو في الصين