فرانس برس

سعى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء لبناء جبهة موحدة مع دول تأثرت بالانسحاب من أفغانستان فيما أجرى محادثات مع حلفاء الولايات المتحدة واستمع للاجئين في قاعدة جوية أميركية بألمانيا.

ورامشتاين ثاني قاعدة عسكرية يزورها بلينكن خلال يومين بعد زيارته قطر الثلاثاء حيث شكر المدنيين الأميركيين والمسؤولين العسكريين الذين نفذوا واحدة من أكبر عمليات الإجلاء في التاريخ في أعقاب سقوط أفغانستان بيد طالبان.

ومن القاعدة بدأ بلينكن محادثاته مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قبل أن يترأس اجتماعا افتراضيا لوزراء من عشرين بلدا حول طريقة المضي قدما في أفغانستان.

عند مدخل حظيرة ضخمة ينتظر فيها بعض من 11 ألف أفغاني في رامشتاين الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة، توقف بلينكن ليعرض صورا لاطفاله على هاتفه، على نجل مصطفى محمدي العسكري الأفغاني الذي عمل مع السفارة الأميركية قبل أن يصبح لاجئا.

وبلينكن المدافع عن اللاجئين والذي نجا زوج والدته من المحرقة النازية، جال في مركز إيواء لبعض الأطفال الذين فقدوا آباءهم.

وقال لهم "اسمي توني ... من يريد لعب كرة السلة؟ أو كرة القدم؟".

أضاف "العديد من الأميركيين يتطلعون حقا للترحيب بكم واستقبالكم في الولايات المتحدة".

ومن بين الرسوم التي حضرها الأطفال صورة لفتاة تقف على حافة تحت سماء شديدة الزرقة مع قلب مكسور وعبارة بالانكليزية تقول "بلّغ والدتي أني مشتاقة لكِ".

وقدم صبي لبلينكن قميصا قطنيا (تي شيرت) عليه أسماء الأطفال وعلم أفغاني وإهداء "إلى السيد بلينكن".

وقال على وقع ضحكاتهم "سأرتدي هذا في واشنطن وأقول للجميع من أي حصلت عليه".

- السعي لضغط دولي -

أجلت الولايات المتحدة وحلفاؤها قرابة 123 ألف شخص غالبيتهم من الأفغان الخائفين من انتقام طالبان، في الأيام الأخيرة من الحرب التي استمرت 20 عاما وطوى صفحتها الرئيس جو بايدن الشهر الماضي.

لكن المسؤولين الأميركيين يقرون بأن عددا أكبر بكثير لا يزالون في أفغانستان ويقولون إن طالبان وافقت على السماح لهم بالمغادرة.

في المحادثات الافتراضية مع وزراء من 20 دولة أخرى، من بينها حلفاء أوروبيون، يتوقع أن يسعى بلينكن لحشد الضغط الدولي على طالبان للوفاء بوعودها.

وقد تسهم المحادثات أيضا في تنسيق طريقة التعامل مع الحكومة الموقتة التي أعلنت الثلاثاء ولا تضم نساء أو أعضاء من خارج طالبان. كما أن وزير داخليتها مطلوب من قبل الولايات المتحدة بتهم الإرهاب.

وأعربت الولايات المتحدة عن "قلقها" إزاء التشكيلة الحكومية لكنها ستحكم عليها بناء على أفعالها. وشدد مسؤولون أميركيون على أن أي اعتراف رسمي بحكومة طالبان لا يزال بعيدا.

وقال هايكو ماس إن الهدف من اجتماع الأربعاء "توضيح شكل النهج المشترك من طالبان".

واضاف في بيان "شعب أفغانستان لا يتحمل مسؤولية وصول طالبان إلى السلطة. ولا يستحق أن يتخلى عنه المجتمع الدولي الآن".

وكانت ألمانيا مثل العديد من حلفاء الولايات المتحدة قد رحبت بفوز بايدن على دونالد ترامب، وبتأكيد الإدارة الجديدة المعلن على التعاون مع دول العالم.

ولكن حتى بعض أقرب الحلفاء انتقدوا كيفية إنهاء بايدن الحرب، والتي أدت إلى انهيار الحكومة المدعومة من الغرب في غضون أيام.

واعتبر ارمين لاشيت، زعيم الحزب الحاكم الذي تنتمي له المستشارة أنغيلا ميركل والمرشح لخلافتها، المهمة في أفغانستان بأنها "أكبر هزيمة" في تاريخ حلف شمال الأطلسي.

ولطالما فضل بايدن الانسحاب من أفغانستان معتبرا أن العملية العسكرية للحلف بقيادة أميركية، حققت هدفها الرئيس وهو محاسبة المسؤولين عن هجمات 11 أيلول/سبتمبر وأن على الولايات المتحدة ألا تهدر مزيدا من الأموال أو الثروات لدعم حكومة ضعيفة.