حسن الستري


أكد الكاتب الصحفي السعودي عبدالرحمن الملحم أن التناغم السياسي بين مواقف البحرين والمملكة العربية السعودية يعطي انطباعاً كاملاً أن المملكتين تسعيان لجعل الخليج العربي لحمة واحدة لا تنفصل.

وأوضح في مداخلته بندوة "الوطن" بعنوان "دار واحدة" بمناسبة اليوم الوطني السعودي، أنه على الرغم من أن هناك ظروفاً سعت لتفكيك دول المجلس، فإن السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة سعت لوحدة المجلس؛ لأننا في الوقت الحاضر بحاجة إلى هذه اللحمة لنكون يداً واحدة في مواجهة العدو الذي يرمي إلى تفكيك هذه الوحدة.

وأكد أن العلاقة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ليست علاقة ود أو صداقة، بل هي علاقة إستراتيجية منذ الأزل، وتتطور باستمرار وبشكل كبير، فالمملكة العربية السعودية لها ثقل كبير في جعل الموازين تأخذ مكانها بين الدول العربية والإسلامية.


وقال: "نحن نواجه حملة كبيرة ضد الوطن العربي وضد الوطن الخليجي بالذات، تتطلب تكاتفاً كبيراً وخصوصاً بين دول مجلس التعاون الخليجي، لمواجهة هذه الحملات التي ترمي إلى تفكيك وحدة دول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة والدول العربية بصفة عامة".

وقال: "هناك أمور استجدت على الوطن العربي منذ انطلاق شرارة ما يعرف بـ"الربيع العربي"، حيث شاهدنا كيف تففكت بعض الدول والتدخل الدولي السافر في الدول"، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية مركز ثقل إسلامي واقتصادي وسياسي كبير، لذلك تولي السعودية القضايا المصيرية أهمية كبرى فيما يتعلق بالقضايا الإسلامية والعربية عموماً والقضايا الخليجية بشكل خاص.

وأضاف: "تناولت موضوعاً في عمود كتبته بعنوان "البحرين مفتاح لكل القلوب"، تطرقت فيه إلى حديث حدثني فيه والدي سابقاً، حيث إذا ضاقت بنا سبل العيش بالسعودية في أربعينيات القرن الماضي، ذهبنا نلتمس النواخذة الذاهبين إلى البحرين عن طريق ميناء العقير، ونستقر بالبحرين أشهراً للعمل، ثم نذهب إلى الهند ونشتري أقمشة وبخوراً ونعود إلى البحرين ونبيع ما تيسر، ثم نعود إلى المملكة العربية السعودية".

وأوضح في هذا الصدد أن البحرين ليست مجرد دولة لها علاقة بدولة أخرى، لكنها مركز تجاري واقتصادي وثقافي وحضاري ونشأت العلاقة منذ القدم، وهي ليست علاقة سطحية، فبين البحريني والسعودي أواصر مشتركة كثيرة، أهمها موضوع النسب.

ويقول: "تخرجت ابنتي طبيبة من جامعة الخليج العربي وكانت على مدار سنوات دراستها الست تذهب إلى البحرين وتعود بشكل يومي، من يذهب إلى البحرين لا يطلق عليه مسافر بخلاف ما لو كان قاصداً أي دولة خليجية أخرى؛ لأن وضع البحرين مع السعودية يختلف عن وضع أي دولة عربية بل عن أي دولة خليجية، وهناك شيء يربط بين المملكتين والقيادتين يختلف عما يربطهما بأي دولة.

وتابع: "لمسنا اهتمام القيادة السعودية بدور مجلس التعاون وبالأخص البحرين، فأمن البحرين من أمن المملكة العربية السعودية؛ ففي 2011 كانت هناك مؤامرة تستهدف البحرين، وكان هناك مخطط إيراني، وحين علمت المملكة العربية السعودية تحركت قوات درع الجزيرة إلى البحرين ففشل المخطط؛ لأن الإحساس بالتقارب الروحي بين الأفراد والبشر كبير جداً".

وأشار إلى أن الميزة الأساسية والوحيدة بين البحرين والسعودية تختلف عن أي دولة أخرى؛ فالتناغم السياسي يعطي انطباعاً كاملاً بأن القيادتين تسعيان لجعل الخليج العربي لحمة واحدة لا تنفصل، ورغم أن هناك ظروفاً سعت لتفكيك دول المجلس، إلا أنه أشار إلى أن السعودية والبحرين والإمارات العربية سعت لوحدة المجلس؛ لأننا في الوقت الحاضر بحاجة إلى هذه اللحمة لنكون يداً واحدة في مواجهة العدو الذي يرمي إلى تفكيك هذه الوحدة.

وأوضح الملحم أن القيادتين البحرينية والسعودية تنظران إلى مصلحة السعودي والبحريني وتنظران إلى مصلحة المجلس؛ فالسعودية بثقلها تحاول قدر المستطاع أن تجعل الدول العربية والإسلامية والخليجية لحمة واحدة في وجه أي عدو يواجه هذه اللحمة.

وذكر أن المملكة العربية السعودية منذ زمن طويل تهتم بقضايا الدول العربية والإسلامية، وقد حصلت عدة أمور للدول العربية، وخصوصا ما يتعلق بالناحية الاقتصادية لبعض الدول، حيث تدخلت المملكة العربية السعودية بشكل كبير لإنعاش اقتصادات هذه الدول.

وقال: "لدينا مشروع صندوق الملك سلمان بن عبدالعزيز للتنمية، ومشاريع إنسانية وطبية كثيرة تنظم في اليمن"، مبيناً أن السعودية لها مستشفيات متنقلة في بعض الدول للعلاج، وأحيانا تجرى العمليات في هذه المستشفيات، فهي تحاول قدر الإمكان ألا تجعل الدول الإسلامية تشكو من أي ضرر.

وقال: "حين كان المرحوم الدكتور غازي القصيبي سفير خادم الحرمين الشريفين بالبحرين، جئت لزيارته بالسفارة وكان يحكي لي أن عائلة القصيبي منقسمة إلى قسمين، قسم بالبحرين وقسم بالأحساء، حيث أشار إلى أن البحرين لا ينظر إليها على أنها مجرد سوق محلي يشترى منها بضائع خفيفة، بل ينظر إليها على أنها مركز ثقل اقتصادي كبير جداً منذ أربعينيات القرن الماضي، ما يعني أن العلاقات ليست مجرد سطحية بل هي أكبر مما يتخيله العقل.

وأضاف أنه مما لا شك فيه أن هناك تنسيقاً إعلامياً كبيراً بين البحرين والمملكة العربية السعودية، وواجهنا كثيراً من الصعاب، ووجدنا أن الإعلامين السعودي والبحريني متوافقان في خدمة كل القضايا، فهناك أمور متفق عليها من الناحية الاعلامية، ونجد أن هناك تبادل معلومات وأخباراً بين المؤسسات الإعلامية في ما من شأنه خدمة القضايا وليس ضد بعض الدول أو تشويه مواقفها أو الإساءة لها ولقادتها.

وقال: "إن ما نرجوه حقيقة هو زيادة التكاتف واللحمة الخليجية بشكل عام، وخصوصا أننا نواجه تربص عدو يحاول اختراق هذه اللحمة وتفكيكها، ومنذ تأسيس مجلس التعاون أعطينا إثباتاً أن دول الخليج هو دول متماسكة ووحدة في كل سبب يتعلق بشؤونها، ولكن هناك أعداء يحاولون تفكيك هذه الوحدة ونحتاج إلى أن نكون أكثر صلابة مما نحن عليه للتصدي له".

وأردف قائلاً: "نحتاج أن تكون وحدتنا العسكرية واحدة لمواجهة أي تدخل خارجي يحاول تفكيكها، ونحتاج للحمة اقتصادية، والتنسيق في المناهج التعليمية، ونأمل أن تدوم علينا نعمة الأمن والأمان في خليجنا الواحد".