التنافس بين الأبناء من أجل نيل حب الوالدين ومن أجل الحصول على الاهتمام الأكبر أمر طبيعي ويحصل في كل بيت، المعارك اليومية التي تحصل ما بين سرقة قطع الحلويات من أيدي بعضهم البعض إلى إخفاء المقتنيات الشخصية للآخر أمور لا تعد غريبة بين الأشقاء، وهنا يأتي دور الوالدين وحكمتهم في التعامل مع المواقف اليومية حتى يستطيعوا زرع القيم والمبادئ والمحبة والتراحم بين الأشقاء، عليهم أن يعلموهم أنهم قطعة واحدة لا يجوز أن تتجزأ في أي حال من الأحوال.

الأخ والأخت صفة عظيمة على الكل أن يعيها، قد يخفق الأبوان في غرس بعض القيم لدى أبنائهم، وقد يخفقان في جعلهم لحمة واحدة، قد يفرق الآباء من دون وعي منهم بين أبنائهم وقد يدفعون بالصغير للتطاول على الكبير، ويدفعون بالكبير للقسوة على الصغير، وبذلك يخلقون أخوة متناحرين، يجمعهم الاسم فقط، ولكن الأرواح متباعدة ومتنافرة، إن البيوت الطيبة المبنية على المودة والتراحم والرأفة لا تُخرج منها إلا الأبناء الطيبين، فما حنان الأبوين على بعضهما وعلى أبنائهما إلا ضمانة في ترسيخ المودة والتراحم بين الأبناء.



يبدأ الطفل اكتساب القيم والمبادئ والسلوكات من عمر خمس سنوات، ففي هذه السنين الخمس أغدقوا عليهم حباً وعطفاً وعلموهم أن يحب بعضهم بعضاً، وقولوا لهم أن يشدوا عضدهم بإخوتهم، ولا تخبروا الأخ أن أخاه أفضل منه، ولا تخبروا الأخت أن أختها تغار منها، ولا تسمحوا لأي منهم أن يتطاول على الآخر، ولا تعاقبوا الأخت بسبب خطأ أختها الأصغر منها، امنعوا الفتن بينهم وألغوا وظيفة العميل السري في البيت، لأنكم بذلك تدمرون شخصيته وسلوكه وتجعلونه منبوذاً ومكروهاً بين إخوته. أخبروهم أنهم إخوة وأنهم أصدقاء وأنهم حفظة أسرار بعضهم البعض، عززوا الحب في نفوسهم وعلموهم أن يعبروا عن حبهم لبعضهم قولاً وفعلاً، وعلموهم أن يعانقوا بعضهم ففي العناق تقوية لقيمة كل منهم لدى الآخر وإحساس بالأمان والطمأنينة، فهذه ثماركم وأنتم من تسقونها فأحسنوا سقياها. وأكرر علموهم الحب ليتعاونوا جميعاً على حبكم وبركم.

شيخة الرويعي