وكالات


أقلعت صباح الخميس، من مطار بغداد الدولي، طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية باتجاه بيلاروسيا، لإجلاء المهاجرين العالقين على الحدود مع بولندا.

وقال مدير الإعلام في وزارة النقل حسين الربيعي لـ"تلفزيون الشرق" إن المسجلين بشكل رسمي للعودة في الرحلة تجاوزوا 80 شخصاً، مرجحاً ارتفاع العدد نسبة لرغبة الكثيرين في العودة إلى البلاد بعد الظروف القاسية التي تعرضوا لها خلال وجودهم هناك.

وكانت سفارة العراق في موسكو عرضت الأسبوع الماضي، المساعدة في إجلاء المواطنين العراقيين من بيلاروسيا، وسط أزمة بشأن آلاف المهاجرين الساعين للعبور من الجمهورية السوفيتية السابقة إلى بولندا.


ويعاني العشرات من المهاجرين العراقيين ظروفاً صعبة على الحدود البيلاروسية البولندية بسبب عدم السماح لهم بدخول الحدود كونهم لاجئين.

بغداد: توثيق أوراق 430 مهاجراً للعودة

ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)، عن المتحدث باسم وزارة الخارجيّة أحمد الصحّاف، أن "430 مهاجراً عراقياً تم توثيق سفرهم إلى العراق على متن رحلة الإجلاء التي ستكون هذا اليوم (الخميس)".

وقال الصحاف في بيان، إن" فِرَق القنصليّة المقيمة في بيلاروسيا مستمرة بتسجيل أسماء 50 آخرين"، مؤكداً أن "الوزارة تعمل بجهد عالٍ لتوفير أعلى مستوى من الاستجابة للعودة الطوعيّة، ونكرس لدبلوماسية الاستجابة الوطنية".

وكان الصحاف ذكر في حديث سابق مع وكالة فرانس برس، أن الخارجية "رصدت تسجيل 571 عراقياً في مقاطعتين ضمن 8 مخيمات" على الحدود في بيلاروسيا، بدون أن يحدّد ما إذا كانت الرحلة ستشمل الـ571 جميعهم.

وأضاف أنه "لا يمكن إحصاء الأعداد كاملة لأن الشريط الحدودي يمتد 680 كلم وهناك إعراض عن العودة لدى البعض".

وعلّق العراق "حتى إشعار آخر" منذ الخامس من أغسطس الرحلات بين بغداد ومينسك، باستثناء تلك التي نظّمت لإعادة المهاجرين. وأعيد حينها "نحو 1000 شخص"، وفق ما أفاد المتحدث باسم الخطوط العراقية حسين جليل لوكالة فرانس برس.

وذكر الصحّاف أن ذلك إجراء التعليق هذا، "حدّ من سفر العراقيين إلى هناك بنسبة معينة، لكن المشكلة أن هناك من يسافر لبيلاروس عبر رحلات من خارج العراق وفرت ممرات مثل تركيا وقطر والإمارات ومصر".

"أزمة مدبرة"

حظرت عدة دول الأسبوع الماضي، على السوريين والعراقيين واليمنيين السفر من مطاراتها إلى بيلاروسيا على خلفية أزمة اللاجئين عند الحدود بين البلد السوفياتي سابقا وبولندا. ولفت الصحاف إلى أن العراق ينسق "لزيارة عدد من الدول" لمناقشة مسألة السفر عبرها أيضاً.

ويخيّم آلاف المهاجرين من الشرق الأوسط على الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، ما أثار مواجهة بين بروكسل وواشنطن من جهة، ومينسك بيلاروس وحليفتها موسكو من جهة أخرى.

ويتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بنقل مهاجرين من الشرق الأوسط وإفريقيا ودفعهم للعبور إلى بولندا وليتوانيا ولاتفيا الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، رداً على عقوبات فرضت بالفعل على مينسك. سلطات بيلاروسيا تعمد إثارة الأزمة.

في الأثناء، أثير ملف العراقيين العالقين خلال لقاء الاثنين في بغداد بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ونائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارجاراتيس شيناس.

وجاء في بيان نشره مكتب رئيس الوزراء، أن الكاظمي شدد خلال اللقاء "على أهمية اتخاذ كل الإجراءات المشتركة للحفاظ على أمن المواطنين العراقيين وسلامتهم في مختلف أجزاء الاتحاد الأوروبي"، وأشار إلى ضرورة "العمل على تجنب وقوع أي عراقي ضحية لشبكات التهريب".

الاتحاد الأوروبي يهدد مينسك بعقوبات

ويستعد الاتحاد الأوروبي لكشف عقوبات جديدة ضد بيلاروسيا، بعد أول اتصال عالي المستوى بين بروكسل ومينسك، منذ بدأت أزمة المهاجرين عند حدود الاتحاد الأوروبي الشرقية.

وبعدما تحدّث مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد مع وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، أكد الأخير بأن أي عقوبات على مينسك ستكون "نتائجها عكسية".

كما أعلنت مينسك الأربعاء أنها تجري "مفاوضات" مع بروكسل لإيجاد حل لأزمة الهجرة القائمة عند حدود الاتحاد الأوروبي، إلا ان المفوضية الأوروبية أشارت إلى إجراء "محادثات تقنية" فقط مع بيلاروسيا بشأن إعادة المهاجرين إلى بلدانهم.

وكتبت المفوضية الأوروبية في تغريدة أنها "ستعقد مناقشات تقنية حول عمليات إعادة مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ومع المنظمة الدولية للهجرة وبيلاروس" من دون أن تعطي أي توضيحات إضافية. وأكدت "على بيلاروس السماح بوصول المساعدات الإنسانية وتوفير ملجأ للمهاجرين في البلاد".

وأجرى الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عدة محادثات هاتفية في غضون أيام للبحث في الملف. وقالت الرئاسة البيلاروسية إن لوكاشنكو وميركل اتفقا على أن "المشكلة بمجملها ستطرح على مستوى بيلاروسيا والاتحاد الاوروبي" على أن "يجري مسؤولون يُعيّنون من قبل كل من الطرفين مفاوضات على الفور".

إلا أن برلين سارعت إلى القول إن الأمر يتعلق بتعاون بين مينسك والاتحاد الأوروبي لتوفير مساعدة إنسانية إلى المهاجرين العالقين عند الحدود. وقال شتيفن سيبرت الناطق باسم ميركل "شددت المستشارة على ضرورة توفير مساعدة إنسانية وخيارات لإعادة الأشخاص المنعيين" مع الأمم المتحدة و"بالتعاون مع المفوضية الأوروبية".