مشاركة مخيبة! خروج منتخبنا الوطني المبكر من منافسات دور المجموعات لبطولة كأس العرب لكرة القدم التي تستضيفها دولة قطر على ملاعبها «المونديالية» كان مخيبا للآمال والطموحات خصوصا وأنه جاء بعد خروج المنتخب المبكر أيضا من تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2022! الغريب أن الفريق تراجع مستواه وأداؤه الفني من مباراة إلى مباراة، فبعد أن قدم أداء مثاليا في المباراة الأولى التي لم يكن يستحق خسارتها أمام المنتخب القطري، تراجع أداؤه أمام المنتخب العراقي المتجدد واكتفى بالتعادل السلبي الذي كان بمثابة الخسارة، وعندما تقلصت فرص التأهل إلى دور الثمانية واستوجب الأمر الفوز على المنتخب العماني في المباراة الثالثة اعتقدنا أن خيار الفوز هذا سيحفز اللاعبين وسيجبر المدرب «سوزا» على الدفع بأفضل أوراقه لكسب هذا الرهان وتعويض النقاط الخمس الضائعة، إلا أن الحال أمام عمان كان أسوأ من الجولتين السابقتين، بل هو الأسوأ في مشوار «الأحمر» في الآونة الاخيرة! تشكيلة غير متوازنة لم تكن تتناسب مع إمكانيات الفريق المنافس الأمر الذي أدى إلى تفوق الفريق العماني في جل أوقات المباراة واستثمار هذا التفوق بتسجيل ثلاثة أهداف متتالية في مرمانا في الوقت الذي لم نلمس ردود الفعل الإيجابية لا من اللاعبين ولا من الجهاز الفني بل حتى التغييرات التي أجراها «سوزا» لم تغير من حال الفريق الذي سرعان ما أصيب بالإحباط بعد الهدف الثالث رغم وجود متسع من الوقت للعودة إلى المباراة ويبدو أن لاعبينا لا يجيدون العمل بعد بقاعدة «الريمونتادا» التي تعتمد على الإصرار والعزيمة وعدم اليأس حتى صافرة النهاية رغم نضجهم الاحترافي! نقطة واحدة من تعادل وخسارتين من دون إحراز أي هدف بينما استقبل مرمانا أربعة أهداف هذه هي محصلة المنتخب الوطني في هذه البطولة العربية «الدولية» وهي بطبيعة الحال محصلة مخيبة لا تتفق إطلاقا مع طموحات الرياضة البحرينية عامة وطموحات الكرة البحرينية على وجه الخصوص، الأمر الذي يستوجب وقفة تقييمية جادة لهذه المشاركة من قبل اتحاد كرة القدم ممثلا بلجنة المنتخبات الوطنية للوقوف على أسباب هذا الاخفاق والعمل على إيجاد الحلول الفنية والمعنوية ولعل أبرزها وجوب الاستقرار الفني وتطوير وتحسين الجانب الهجومي عامة والتهديفي خاصة عطفا على ما لمسناه من فرص تهديفية ضائعة في عديد من مباريات المنتخب ومن بينها مباريات بطولة كأس العرب التي نحن بصدد الحديث عنها..

لست مع من يحاول تبرير تأثر الفريق ببعض الغيابات لأن القائمة الحالية هي القائمة التي اعتمد عليها «سوزا» في أغلب المشاركات منذ مجيئة، غير أنني أتفق مع كل من يذهب إلى القول بأن هذا الإخفاق العربي ليس نهاية العالم، ولكن بشرط ألا يمر مرور الكرام وألا يتكرر في مناسبات قادمة ما دمنا نرفع شعار «الذهب أولا».