لا تتجمل الحياة إلا بمنح النفس المزيد من فسحة الأمل، والعيش من أجل إرضاء الله تعالى وحده، وإسعاد النفس بالقرب من الله عز وجل، بعمل القربات والطاعات التي تمحص النفس وتطهرها من شوائب الدنيا.

لا تتجمل الحياة إلا بالصدق مع الله عز وجل في جميع شؤون العيش، وفي كافة أساليب التعامل مع الآخرين، الصدق الذي يولد التوفيق والسعادة في الدنيا، لأنه مكمن النجاح في جميع خطوات الحياة.

لا تتجمل الحياة إلا بالتزامك بالورد اليومي لكتاب الله عز وجل، فحينها تصفو النفس وترتقي في مدارج السكينة والطمأنية، وما أجملها من جلسة تأمل وصفاء ونقاء، تعيش فيها مع الله تعالى فتتأمل آياته، وتخلو بنفسك بعيداً عن ضوضاء العيش.

لا تتجمل الحياة إلا بمحافظتك على الورد الصباحي والمسائي من أذكار الصباح والمساء، وتزيد عليها تلك الأدعية المأثورة التي حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم. افتح هاتفك واجمع كل ذكر ودعاء يكون لك حصناً من الشيطان الرجيم ومن عراقيل الحياة، وبركة في رزقك، وسكينة لنفسك، وقرباً إلى ربك.

لا تتجمل الحياة إلا بتلك الركيعات الساكنات التي تركعهن في منزلك، بالقرب من سريرك قبل أن تنام. فتتوضأ وتصلي في هدوء وسكينة في عتمة الليل. وتناجي الرحمن وتدعوه بالتوفيق والهداية والتيسير والثبات على طريق الاستقامة.

لا تتجمل الحياة إلا بمزيد من العطاء والتضحية خدمة لهذا الكون ونشاطاً زاخراً من أجل الإنسانية. تلك التي تعطينا شعور الإحساس بالسعادة كلما خطونا إلى مساحات العمل الإنساني، نعمل فيها من أجل نشر الخير وبث أجمل معاني السعادة والإيجابية وترك أجمل الأثر.

لا تتجمل الحياة إلا بذلك الدفء الأسري الذي تعيشه مع زوجك وأبنائك وأهلك، الذين تشتاق بالارتماء في أحضانهم، لتتنعم ببركة وصالهم والإنفاق عليهم، فهي حياة الود والوئام، والإحساس بدفء دعوات الرحم المعلقة بعرش الرحمن «اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني».

لا تتجمل الحياة إلا بمحافظتك على ذلك الود الجميل الذي يجمعك مع أحباب الحياة. أولئك الذين جمعتك معهم أيام الخير وخدمة الخير، وأولئك الذين صاحبوك في بيت من بيوت الله. فأجمل اللقاءات وبركتها عندما تحافظ على ودهم والاستئناس بصحبتهم، تصفي نفسك فيها من أثقال الحياة، وتتذكر معهم أيام الذكريات الجميلة في جو أخوي جميل تعطره الضحكات الدافئة والمزاح البريء.

لا تتجمل الحياة إلا بنقاء قلبك وسريرتك وتطهيره من أدران الحياة، ومن حقد الحاقدين وحسد الحاسدين ومكائد الآخرين وكلامهم الخادع والجارح. فأنت هنا بمعية ذلك الصحابي الجليل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم «يطلع عليكم رجل من أهل الجنة» وذكر ذلك ثلاثة أيام. فكان الرجل لا ينام الليل وفي قلبه أي غل وحقد وحسد أو خصومة أي عتب على الناس. فيقول كل ليلة: «اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني».

ومضة أمل

اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا وأجملها يوم أن نلقاك فيه.