أولئك الذين عمدوا إلى الإساءة إلى البحرين بعقد مؤتمر في بيروت قبيل احتفالات العيد الوطني يؤكدون من جديد أنهم لا يفهمون كيف يشتغلون سياسة ولا يعرفون كيف يستفيدون من الأدوات والظروف التي تتاح لهم -على اعتبار أنهم معارضة يعني- في الدول التي أتاحت لهم لسبب أو لآخر ممارسة بعض الأنشطة لديها، ذلك أنه حتى فاقد العقل لا يمكن أن يقدم على إقامة مثل تلك الفعالية في بيروت مباشرة بعد اتخاذ الحكومة اللبنانية قراراً حاسماً بإرغام وزير إعلامها جورج قرداحي على الاستقالة بسبب تصريحاته غير المسؤولة عن السعودية والإمارات ودول مجلس التعاون واستخدامه لفظة غير لائقة يفهم منها أن هذه الدول متطاولة على حقوق الإنسان. إذ كيف يمكن للدولة اللبنانية أن تدافع عن أناس لا تربطها بهم أي صلة ولا تستفيد منهم ولا يهمها أمرهم من قريب أو بعيد وتتحدى دول الخليج العربي التي لم تستطع الوقوف في وجهها والدفاع عن «ابنها» المدعوم والمفروض من «حزب إيران في لبنان» المتحكم في جانب كبير من قرارات الدولة اللبنانية؟

الطبيعي هو أن مملكة البحرين لا تقبل بما قيل في تلك الفعالية، والطبيعي أنها تعبر عن رفضها وغضبها للمسؤولين اللبنانيين وتحتج برسالة دبلوماسية شديدة اللهجة بل قد تهدد -ومعها دول مجلس التعاون كافة- لبنان بقطع العلاقات الدبلوماسية معه إن لم يبادر إلى اتخاذ موقف واضح من هذا الذي حصل ويحصل لديه.

الحكومة اللبنانية وجدت نفسها من جديد أمام خطأ آخر لا مفر لها من تحمل تبعاته، لذا كان من الطبيعي ألا تكتفي بإدانة تلك الفعالية أو تبريرها وتسارع إلى طرد المتورطين فيها من لبنان، وإلا تكون قد وضعت لبنان في مأزق جديد لا يمكنه الخروج منه بسهولة.

الواضح أن لبنان لا يعرف ما يفعله أولئك في عاصمته، والواضح أكثر أن حكومته لا تدرك أن أولئك ليسوا من الذين يكتفون بالخد!