«ليس الموت مناسبة للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بل هو مناسبة للعظة والاعتبار، فإن لم تسعفك مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميت والاستغفار له، فلتصمت ولتعتبر، ولتتفكر في ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك، ولا تعين نفسك خازناً على الجنة والنار، فرحمة الله عز وجل وسعت كل شيء».

هذا هو تعليق دار الإفتاء المصرية على ما رافق الإعلان عن وفاة إعلامي مصري بارز اختلفت المواقف من آرائه حيث عمد البعض إلى الشماتة وتجاوز الأعراف بالإساءة إليه بعد أن صار بين يدي الله عز وجل ولم يعد قادراً على الرد على الشامتين.

الشماتة لغة هي «فرح العدو ببلية تصيب من يعاديه وهي سرور النفس بما يصيب غيرها من الأضرار»، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن ممارسة هذا السلوك وتضمنت العديد من آيات القرآن الكريم ذماً له كما ذمته السنة النبوية المطهرة، «وقد ورد نهي المسلم أن يشمت بأخيه المسلم ويفرح أو يضحك مما ينزل به من بلاء أو مكروه، لما في ذلك من إحزانه وأذيته بغير حق». كما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أنه قال «لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك»، فكيف بالشماتة بالميت؟

الاختلاف مع ذلك الإعلامي وكل وإعلامي، وكل ذي رأي أمر طبيعي ولا يوجد ما يمنع من انتقاده ومناقشته والرد على آرائه والتعبير عن رفض مواقفه وقناعاته وهو على قيد الحياة وكذلك بعد مماته، حيث الرد على الآراء والمواقف والنقد حق للجميع تكفله الدساتير وينظمه القانون.

التقدير هو أن الذي يشمت في الموت إنما يعبر عن ضعفه وسوء خلقه ويؤكد بعده عن الحكمة والدين، وهو في كل الأحوال شخص لا يستحق الاحترام، والأكيد أنه دخيل على البحر الذي كان الإعلامي المتوفى يسبح فيه ولا يعرف ما بين المتوفى وبين الله سبحانه وتعالى.