لو سافرت إلى بلد مجاور دون هدف أو دافع للزيارة، وبلا معرفة للوجهات السياحية والمناطق الجميلة فهل ستكون رحلتك ممتعة وذات جدوى؟؟ وما احتمال ضياعك وخسارتك للوقت في محاولة للعثور على مكان مناسب أو إيجاد الطريق للعودة؟؟

وماذا لو قلت إن الأمر نفسه يتكرر ولكن بصورة مختلفة مع رحلة الطلبة لاختيار تخصصاتهم الجامعية وأثناء فترة الدراسة وما بعدها.



وتصلني رسائل كثيرة من طلبة الثانوية والجامعات وكلهم يبحثون عن الحل والمخرج لمشكلاتهم، سواء في اختياراتهم للمرحلة الجامعية أو كيفية النجاح فيها وغيرها كثير من المشكلات والتساؤلات.

فهذا طالب ابتعث لدراسة الطب البشري ولم يستطع الإكمال فيه، وآخر درس على نفقته الخاصة في أغلى الجامعات وتوقف بعد إفلاسه، وثالث غيّر التخصص مرات ومرات ولم يصل للتخصص المناسب، ورابع توقف عن الدراسة في الجامعة بسبب موقف حصل له، وغيرها كثير من القصص والمواقف.

وأنا على يقين بأن هذه المشكلات وغيرها كان بالإمكان حلها أو تجنبها لو حصل الطالب وأسرته على الإرشاد المناسب في الوقت المناسب قبل استفحال المشكلة وضياع المبالغ الطائلة أو سنوات العمر.

وليست هذه المشكلات حصراً على فئة معينة من الطلبة، بل هي تقع لمختلف فئات الطلبة، ولا يمكن تقديم إجابة موحدة تحل مشاكلهم جميعاً، بل لكل واحدٍ منهم ظروف وعوامل ينبغي فهمها قبل تقديم المشورة المناسبة.

ونصيحتي للطلبة أن تطلب المشورة من أهل الاختصاص عندما تواجهك أي مشكلة أو عقبة في طريقك ولا تعرف التصرف المناسب حينها، وأن تترك عنك التحرّج والخجل في طلب ذلك فلن تستطيع حل كل المشكلات بنفسك واجتهادك الشخصي.

وفقكم الله جميعاً لاختيار التخصص الدراسي المناسب والتفوّق في المرحلة الجامعية.

محمد إسحاق عبدالحميد