بعد هجوم مليشيا الحوثي الإرهابي والجبان على الإمارات الحبيبة، وبعد إدانة مجلس الأمن تلك الهجمات، فلا تزال الولايات المتحدة «تدرس وتبحث» إمكانية إعادة تصنيف هذه الميليشيا كجماعة إرهابية، ولا أعرف ماذا يحتاج فخامة الرئيس الأمريكي أكثر مما حدث ليعيد صفة الإرهاب لتلك الجماعة الإرهابية؟ ولعل الولايات المتحدة التي أعلن رئيسها في الأيام الأولى من رئاسته سحب تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، أن تتدارك أنها أخطأت، وأن خطأها يثبت ضعف تقديرها للمواقف، فتهتز صورتها أمام الرأي العام الدولي، وربما هذا ما لا تريده الإدارة الأمريكية، ولكن في اعتقادي ليس من العيب أن يكون التقدير خاطئاً، ولكن العيب حقاً الاستمرار في هذا الخطأ، لذلك فإن الولايات المتحدة الحليف الرئيس لدول المنطقة -ومنها الإمارات بالتأكيد- مطالبة بإعادة تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، وفرض عقوبات عليها، خاصة وأن مجلس الأمن والأسرة الدولية أدانت بأشد العبارات استهداف هذه المليشيا للإمارات. إن من المستغرب حقاً استبعاد البعض للدعم الإيراني لهذه المليشيا الإرهابية، والتأكيد أن إيران ليست طرفاً في هجوم الحوثي الإرهابي على الإمارات، وحجتهم في ذلك أن الإمارات تحظى بعلاقات جيدة، أو أن الطرفين بدءاً في إعادة صياغة علاقاتهما مؤخراً، وفي اعتقادي أن ذلك ليس مبرراً، فهذه المليشيا لا تتصرف من تلقاء نفسها، إلا بعد أخذ «الإذن والمباركة» من النظام الإيراني، وهذا معلوم لدى الجميع، لذلك فإن أول من بارك هجومها الإرهابي هو حزب الله التابع المخلص للنظام الإيراني. لذلك فإن استبعاد إيران من اعتداءات الحوثي على الإمارات، على اعتبار إعادة «لم الشمل» بين البلدين، أجده تفسيراً غير صحيح، خاصة وأن النظام الإيراني عودنا على التناقض دائماً، وأن تصريحاته المعلنة لا تتوافق وتصرفاته المرفوضة في المنطقة، فالتقارب مع هذا النظام مهما بلغ تقدمه وتطوره في العلن، لن يلغي هوس إيران بالسيطرة على المنطقة، والتحكم فيها، وبذل نظامها كل السبل لتحقيق هذه الغاية بأي وسيلة كانت.

إن قوات التحالف بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وبمشاركة فاعلة من الإمارات حققوا على أرض الواقع انتصارات في مأرب وشبوة أفقدت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران توازنها وتحكمها في هاتين المحافظتين الهامتين في اليمن، لذلك لجأت إلى الهجوم الإرهابي على الإمارات، وهي تتوقع ردة فعل انتقامية من التحالف، لتتاجر بعدها بالدم اليمني، وتشحذ تعاطف المجتمع الدولي معها، كما حصل مع الولايات المتحدة التي سحبت تصنيفها للحوثي كجماعة إرهابية، وهذا الخطأ الذي لابد للولايات المتحدة من إصلاحه.